"خرافات صهيونية عن فلسطين" عنوان المحاضرة التي قدّمها، مؤخّراً، الباحث الكويتي أحمد الكوت، ضمن سلسلة ندوات "سقط القناع عن القناع" التي تنظّمها "مكتبة تكوين" في الكويت، بالتعاون مع "منصة الفنّ المعاصر" (CAP)، و"حملة مقاطعة إسرائيل".
انطلق الباحث من أنّ الكثير من الخرافات الصهيونية، يتمّ الترويج لها في الأوساط العربية، سواء بقصد من قبل الشرائح السياسية الداعية للتطبيع وخلافه، أو بغير قصد، وهذا أخطر لأن هذه الخرافات تأخذ حينها صيغة المُسلّمات، ثم لفت إلى أنّ الكيان الصهيوني تأسّس على التطهير العِرقي والإبادة الجماعية، ومع ذلك تسود مصطلحات مثل "الصراع" أو الاعتداء وردّ الاعتداء، أو الحرب، للتغطية على جوهر الاحتلال الاستعماري الاستيطاني.
وتابع الباحث حديثه لافتاً إلى أن "البروباغندا الصهيونية بدأت بالادّعاء أنّ أرض فلسطين كانت قاحلة منذ نهايات القرن التاسع عشر، وحشدت خلال أكثر من خمسين عاماً الشتات اليهودي من حول العالم، ولكن هذه الخرافة كانت دائماً ما تصطدم بواقع يقول عكس ذلك، بل إن ملاحظات بعض الصهاينة تُثبت أنّ كلّ الأرض الفلسطينية في ذلك الحين كانت مزروعة ومأهولة.
كما فنّد أسطورة "الفلسطينيون باعوا أرضهم" التي روّجت لها الدوائر الصهيونية، متسائلاً: "إن كان ذلك صحيحاً، فكيف ارتفعت نسبة ملكية اليهود للأراضي من أقل من 7 بالمئة قبل النكبة، لتصل بفعل التهجير القسري والإبادة الجماعية المستمرّة إلى 78 بالمئة؟".
ثم انتقل الكوت للحديث عن صناعة الخرافة على مستوى الخطاب السياسي المُعاصر لكيان الاحتلال، وفي هذا السياق، تبرز خرافة "إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة". ويُفنّد الباحث هذا الخطاب من خلال الوقائع الاستعمارية التي تحصر الديمقراطية بين اليهود، وتفرض الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني، وكذلك على فلسطينيي الأراضي المحتلّة عام 1948. ويستعين بمقولة لإيلان بابيه، أوردها في كتابه "عشر خرافات عن إسرائيل"، مفادُها أن "الديمقراطية الوحيدة" تتصرّف كأبشع ديكتوتورية يمكن تصوّرها.
وممّا أشار إليه الباحث في محاضرته، المقارنة بين خطاب الصهيونية والنازية، فـ"الأولى تتّهم كلّ من يعارضها بـ'معاداة السامية'، وتاريخياً لم يُعرف عن المجتمعات العربية أنها كانت كذلك، فالقضية بالتالي غربية صرفة، بل إنّ بعض الناجين من الهولوكوست عندما رأوا الجرائم الإسرائيلية شبّهوها بجرائم النازية".