"هكذا تكلمت السيدة ك": قرار بإغلاق الكون

09 يوليو 2021
من سلسلة "لمسة مميتة" لـ سامي بن عامر/ تونس
+ الخط -

استفزّت الجائحة الكثير من الكتابات، من المقالات الفكرية إلى النصوص الإبداعية، وهو ما يعطي وجهاً إيجابياً للوباء الذي راح ضحيّته ملايين البشر، وفرض الحجر على ملايين أخرى، إضافة لانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية.

ضمن موجة الكتابات هذه، صدر مؤخراً عن منشورات "سوتيميديا" كتاب "هكذا... تكلمت السيدة ك لغات العالم" للباحث التونسي البشير الجلجلي، وهو عمل يقع بين الكتابة الأدبية والفكرية، حيث يتأمّل المؤلف واقع العالم في ظل متغيراته الجديدة.

نقرأ من الكتاب: "هكذا تكلمت السيدة ك لغات العالم، وباحت بما في سريرتها... اعترفت وقالت قولاً أخيراً وحاسماً. لم تتجنّ على أحد. فقد لُوّثت سمعتها بأفظع الشتائم ولكنّها قامت من حريقها كطائر الفينيق والسّمندل. وعرّت الإنسان وكسرت الحدود الاجتماعيّة وكمّمت الأفواه واستبدت قائلة: "إنّما العاجز من لا يستبد" بعبارة عمر ابن أبي ربيعة. وتنقلّت بين دول العالم ففضحت الرّأسماليّة العالميّة مدّعية الحداثة والقمر والنجوم والكواكب والعلم والميكروفيزيائيات والأقمار الصناعيّة ووو".

"هكذا تكلمت السيدة ك"

يشرح المؤلف عنوانه، فيشير إلى أنه اختار الحرف "ك" لأنه "الحرف الأول يجمع بين الكورونا والكوفيد، ولعدم التمييز في ما سمعنا من الإعلام وحتى لدى بعض المختصين بين المرض والفيروس المتسبب فيه (...) ومن ناحية ثانية، نشير أنّ المرأة في التّاريخ البشري هي الحاكمة الفعليّة للدّول من وراء السّتار، كالسيدة "ك" التي تتخفّى كذلك وقد غدت الحاكمة الفعليّة للعالم تأتمر أعتى الحكومات بأوامرها".

يضيف الجلجلي: "هذه الجدلية في بناء شخصيّة السيّدة "ك" ليست هيّنة، لأنّ مآلها متّصل بمقامرة خاضتها الكورونا بإغلاق الكون ورمي المفتاح في المجهول".

المساهمون