"مهرجان الموسيقى الأندلسية للمالوف": بعد توقّف سبعة أعوام

27 سبتمبر 2022
(من حفل الافتتاح)
+ الخط -

على امتداد مئات السنين، استطاعت مدينة قسنطينة (400 كلم شرق الجزائر العاصمة) أن تحافظ على فن المالوف الذي أسّسه الأندلسيون الذين هاجروا إليها وإلى العديد من من المدن المغاربية بعد سقوط غرناطة، والذي تعزف ألحانه على آلات العود والكمان والقانون والناي بالإضافة إلى الآلات الإيقاعية.

ويجمع هذا الفن جملة من المقامات العربية التي تُسمّى بـ"النوبة" لتناوب المقامات الواحد تلو الآخر، ويصل عددها في الأصل إلى حوالي أربعة وعشرين نوبة نسبة لعدد ساعات اليوم، لم يصل منها إلى عصرنا سوى 12 نوبة فقط.

عاصمة المألوف كما يطلق الجزائريون على قسنطينة، غاب عنها مهرجانها الأساسي في هذا المضمار منذ عام 2015، لأسباب متعدّدة قبل أن يعود في دورته العاشرة التي انطلقت مساء أمس الإثنين وتتواصل فعالياتها حتى الأوّل من الشهر المقبل.

افتتح "المهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الأندلسية للمالوف" بحفل للفنان سليم الفرقاني قدّم خلالها عدد من المقطوعات مثل "نمّيت نمّ المخاليل"، و"في الهوى قد ملك فؤادي"، و"قدّك يسبي الروح والعقل"، و"غزالي حافي"، و"لوم هواكم" وغيرها.

التظاهرة التي تقام دورتها الحالية تحت شعار "صدى المالوف: أصالة وتواصُل" تأخذ ثلاثة محاور أساسية تتمثّل في الجانب التنافسي بين الفرق المؤدّية لهذا اللون الفني ضمن مسابقة المهرجان، والجانب الأكاديمي من خلال تنشيط قراءات فنية لعدد من نصوص المالوف، بالإضافة إلى الحفلات التي تؤدّيها فرق وجمعيات من عدّة مدن جزائرية، كما  يُقام معرض فني يوثّق تراث المالوف في الشرق الجزائري.

يحتضن "مسرح الجهوي/ محمد الطاهر الفرقاني" الليلة حفلاً لفرقتي "مقام الثقافية" من قسنطينة و"النادي الأدبي والعلمي" من سكيكدة، وحفلاً آخر تشارك فيه "جمعية المطربية" من بليدة، و"الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية" بقيادة سمير بوكريديرة والذي يتألّف من العازفين: زبيري صورية، ومالك شلوق، وصاوشة حسنية، ورشيد بوطاس، وخالد عيمر، وشمس الدسن جباسي.

كما تقام اليوم أيضاً قراءة فنية تتضمّن مناقشة لـ"نوبة رصد الذيل" يتحدّث خلالها الفنّانان مولود بن سعيد، وبدر الدين بوشامة، كما يُعقد لقاء بعد غدٍ الخميس مع الباحث حسين بخوش بعنوان "دراسة مقارنة بين طبع الذيل والموّال" يعقّب عليه الباحثون بوكلي صالح ومرواني مليك ومقناوي مهدي ومحمد عولمي.

إلى جانب مشاركة عدد من فناني المالوف منهم أحمد عوابدية، وعباس ريغي، وعبد الحكيم بوعزيز، ومبارك دخلة، ودنيا الجزائرية، وكمال بودة وآخرين.
 

المساهمون