يُرجع باحثون تاريخ أوّل رواية مكتوبة باللغة الأمازيغية إلى سنة 1946؛ حين أصدر الكاتب الجزائري بلعيد آيت علي (1909 - 1950) روايته "الوالي نْ وَذْرَار" (وليّ الجبل"). ظلّت الأعمالُ التي تصدر بهذه اللغة قليلةً جدّاً بالمقارنة مع ما يصدر باللغتين العربية والفرنسية، لكنَّ الأمر لم يعُد كذلك في السنوات الأخيرة؛ إذ يشهد كلّ عام صدور عشرات من الكتب بالأمازيغية، وهي إصدارات لم تعُد تقتصر على الأعمال الأدبية، بل باتت تشمل أيضاً الأبحاث والدراسات والقواميس والمعاجم.
في "جامعة عبد الرحمن ميرة" بمدينة بجاية، شرق الجزائر العاصمة، تُختتم مساء اليوم الخميس فعاليات الدورة الأولى من "الملتقى الوطني للكتاب الامازيغي"، والتي انطلقت الإثنين الماضي بمشاركة قرابة ثلاثين ناشراً ومئة كاتب وباحث في اللغة والثقافة الأمازيغيتين.
التظاهرة من تنظيم "المحافظة السامية للغة الأمازيغية" بالاشتراك مع "مركز البحث في اللغة والثقافة الأمازيغية"، وهي تهدف - بحسبهما - إلى "خلق فضاء للتبادل واللقاء بين الناشرين والكتاب والجمهور من أجل ترقية الكتاب الصادر باللغة الأمازيغية".
إضافةً إلى أجنحة عرض وبيع الكتب، تتضمّن التظاهرة ندوات ومحاضرات وموائد مستديرة تناقش قضايا الكتابة بالأمازيغية، والترجمة منها وإليها، وبيع ونشر الكتاب الأمازيغي.
ليست هذه بالتأكيد أول تظاهرة خاصة بالكتاب الأمازيغي تُقام في الجزائر. غير أنَّ الأمين العام لـ"المحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، أشار في تصريحات إعلامية إلى أن ما يُميزها عن غيرها هو العمل على تنظيمها بشكل دوري، لتكون "قبلة سنوية للكتاب الأمازيغي".
من جهة أُخرى، كشف عصاد عن تنظيم ملتقى وطني حول "الخارطة اللسانية الأمازيغية في الجزائر" بين الثالث والعشرين والخامس والعشرين من تشرين الثاني/ أكتوبر الجاري بمدينة أدرار جنوب البلاد، بمشاركة قرابة ثلاثين باحثاً وأكاديمياً من جامعات جزائرية مختلفة.
يُقام الملتقى بالاشتراك مع "الأكاديمية الأفريقية للغات"، ومن بين المحاور التي يتناولها المشاركون فيه، بحسب عصاد: "تنوّع الخارطة اللسانية الأمازيغية"، و"جهود الدولة لوضع إطار قانوني لترقية اللغة الأمازيغية"، و"المقاربات المعرفية لدراسة المتغيرات اللسانية في الجزائر"، و"واقع وآفاق التنوع اللساني في الجزائر".