تفتتح "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة سلسلة محاضرات علم المخطوطات عند الخامسة والنصف من مساء اليوم الأحد بالتعاون مع مركز دراسة المخطوطات في "جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية" بإسطنبول، تستضيف خلالها خبراء متخصصين للتحدث في مختلف موضوعات المخطوطات العربية والإسلامية.
وتعكس هذه المحاضرات رؤية المكتبة المتمثلة بأن "مفتاح دراسة المخطوطات يكمن في حُسن قراءتها، مع الإلمام بأصول علم المخطوطات، وأساليب النِّساخة عند القدماء، وأنه لا بدّ من الجمع بين القراءة النظريّة لتراث العلم وأدبياته، وبين قراءة المخطوطات واستنطاق ظواهرها النصيَّة والماديَّة"، بحسب بيان المنظّمين.
وتطرح هذه السلسلة جملة تساؤلات مثل: ما دراسات المخطوطات والكوديكولوجيا؟ ما أكثر الموضوعات التي تحظى بالاهتمام في هذا المجال؟ ما أحدث التطورات في البحث العلمي فيها؟ وما ملامح الإنتاج الفكري الحالي وما أُنجِز في ما يتصل بدراسات المخطوطات الإسلامية؟
وتستهل محاضرة اليوم بكلمة يلقيها الباحث والكاتب حمد بن عبد العزيز الكواري، رئيس "مكتبة قطر الوطنية"، وتليها كلمة الباحث محمد فاتح قايا من "جامعة السلطان محمد الفاتح"، ثم يقدّم أستاذ المخطوطات والفنون الإسلامية إدهام محمد حنش محاضرة بعنوان "مناهج دراسة المخطوطات واتجاهاتها المعرفية".
يناقش المشاركون ملامح الإنتاج الفكري الحالي في علم المخطوط
ويضيء حنش علم المخطوطات في وجهين: الأول يتمثل بالمواد والخامات، كالرقوق والأوراق والأمدة والأحبار والأصباغ، وغير ذلك من حوامل المخطوط المادية التي يظهر عليها وجهها الآخر الذي يتمثل بالنصوص الكتابية والأشكال الزخرفية والصور والعلامات والألوان وغير ذلك من الرسوم المحمولة في فضاءات المخطوط الداخلية والخارجية.
وتقام الجلسة الثانية في الثالث عشر من الشهر المقبل تحت عنوان "أنواع التأليف في التراث العربي وعلاقاته" ويقدّمها أستاذ علم المعلومات كمال عرفات نبهان الذي يتناول دراسات المخطوطات وعلم الكوديكولوجيا، وأحدث التطوّرات في البحث العلمي بها، وملامح الإنتاج الفكري الحالي وما أُنجِز في ما يتصل بدراسات المخطوطات الإسلاميّة، مستنداً إلى كتابه "عبقرية التأليف العربي.. علاقات النصوص والاتصال العلمي".
وتُختتم السلسلة بندوة تحمل عنوان "تقاليد مخطوطات المصاحف" التي تعقد في الثلاثين من الشهر المقبل، وتركّز على المخطوط الأول للمُسلمين، وهو المصاحف الشريفة، وتقاليد إنتاجها وإخراجها على مدى أربعة عشر قرناً، وعلى امتداد رُقعةٍ جغرافيةٍ مُترامية الأطراف، بدءاً من الجزيرة العربيّة، ومروراً بممالك أفريقيا وشبه القارة الهنديّة، وصولاً إلى عالم الملايو والصين.
ويشارك في الندوة كلّ من الباحثين: هوسوم تان، ومراد الريفي، ومحمود زكي، وأحمد وسام شاكر، ومحمدن أحمد سالم أحمدو، وأنابل جلوب، وواسيلينا سيكولوفا، ونور سوربس خان.