عندما أطلق "مسرح المدينة" في بيروت الدورة الأولى من مهرجان "مشكال" عام 2012، تبنّى هدفاً أساسياً يتمثّل في "تشجع حرية التعبير عند الشباب، والخيال والإبداع في المسرح وبقية المجالات الفنية، خصوصا الذين لا يجدون مكانا لعرض أعمالهم"، بحسب الفنانة المسرحية نضال الأشقر مؤسّسة المسرح.
وعلى مدار السنوات الماضية، سعى المهرجان إلى الاشتباك مع جملة من القضايا الاجتماعية والسياسية، واستعادة ذاكرة لبنان الثقافية والفنية وتعالقاتها مع حرب أهلية تركت آثارها حتى اليوم، ورصد أزمات اقتصادية ومعيشية تعاني منها البلاد حتى اليوم.
اختار المنظمون أن تتوّجه فعاليات "ملتقى الشباب في مسرح المدينة" التي انطلقت أول أمس الأربعاء وتتواصل حتى بعد غد الأحد، إلى الطلبة الذين يشاركون في عدد من الورشات والبرامج التدريبية، بعد أن كان يُعهد إليهم في دورات سابقة إدارة التظاهرة واختيار العروض المشاركة وتنفيذ معظمها.
برنامج الورش ينطلق اليوم بتدريب تقدّمه الفنانة غادة غانم بعنوان "اكتشف صوتك مع غادة" تركّز خلاله على كيفية استعمال الصوت بالاشتراك مع عازفة البيانو جنى بوبكوفا، كما تدير أستاذة الرقص الشرقي الفنانة أماني الدقة ورشة في مجال اختصاصها، ويتواصل البرنامج غداً بورشة للفنانة المسرحية زينة دكّاش عن المسرح كاداة علاج؛ في استمرار لثيمةِ الدورة الماضي محاكاة الفن الرابع لضغوط الواقع الراهن وصدماته وتأثيرها على الصحة النفسية عبر تمارين تساعد في إكتشاف ما بداخل الإنسان، وتساعد على اكتساب مهارات التعبير والتحدي واتخاذ القرارات.
أما الفنان البريطاني آرثر ليسترانج فيقدّم عند العاشرة من صباح بعد غدٍ السبت ورشة عمل طويلة حول فن كتابة المسرح في إطار تدريب يركّز على نصوص شكسبير ومنها "بركليس أمير صور" و"سيمبلين" و"حكاية الشتاء"، ليدير في الختام ورشة مخصصة لمهارات التمثيل بعنوان "أحلام الجوقة ــ هيرميون وإيموجين".
وكان الملتقى افتتح بحفل "همروجة فرح في مسرح المدينة" شارك فيه الموسيقيون أسامة الخطيب (باص) ورمزي بو كامل (كيبورد) وإبراهيم الخطيب (درامز) وهادي عيسى (أكورديون) ووليد ناصر (طبلة)، بالإضافة إلى المغنّين آية جوني وأشرف الشولي وحنين وسيرينا الشوفي وخالد العبد الله.
وعُرض أمس فيلم "مدينتان" للمخرج اللبناني عمر نعيم، والذي يرصد أحوال العاصمة اللبنانية المتردية أثناء الاحتفالية البيروتية لمناسبة مرور عشرين سنة على تأسيس "مسرح المدينة"، وتستذكر خلاله نضال الأشقر المسارح التي أقفلت في بيروت مثل "بابل" و"إسترال" و"البيكاديلي" وغيرها، وتتحدّث أيضاً عن واقع المسرح في ظلّ الفوضى السياسية والصعوبات الاقتصادية وانتشار الفوضى.
وتقّدم في الختام مسرحية "تجربة أداء" من تأليف وإخراج سامر محمد إسماعيل، ويشارك في التمثيل كلّ من عامر العلي ودلع نادر ومجد نعيم، والتي تتناول قصة مخرج سينمائي يقوم بتجارب أداء لانتقاء بطلة لفيلمه الموعود.