"مدينة تونس ومعالمها": من أجل معماريّين فاعلين

28 يونيو 2021
ميدان باب سويقة في بداية القرن العشرين
+ الخط -

هناك مفارقة تعيشها مدينة تونس العتيقة. من جهة، يوجد نوع من الهوس الرسمي بحمايتها باعتبارها تراثاً عالمياً بحسب اليونسكو منذ 1979؛ ومن جهة أخرى، هناك إهمال ضمن نزعةِ ترْك كلّ شيء على ما هو عليه، بما يجعل منها تهترئ بسرعة.

يدعو هذا الواقع إلى إيجاد حلول جديدة، ومنها إدماج مدينة تونس العتيقة كقضية معمارية في عقول الباحثين والطلبة حتّى تكون لاحقاً جزءاً من تصوّراتهم، وهو ما نقف عليه في مبادرة أطلقتها "وكالة إحياء التّراث والتنمية الثقافية" في تونس انطلقت في 23 من الشهر الجاري وتتواصل حتى بعد غد الأربعاء.

تقوم فكرة المبادرة على دعوة طلبة قسم الهندسة المعماريّة بـ"جامعة تونس قرطاج" للوقوف على سياسات تثمين التراث، كما يجري تنظيم معرض بعنوان "مدينة تونس ومعالمها بأعين طلبة الهندسة المعماريّة".

خلال المعرض، استعرض طلبة الهندسة المعمارية مجسّمات هندسيّة من تصميمهم وإنجازهم لعدد من معالم مدينة تونس العتيقة مثل المدرسة السليمانيّة وميضة السّلطان وفندق العطّارين وزاوية سيدي بن عروس.

قد تبدو تلك المجسّمات مجرّد استعادة  لمعالم معمارية في مدينة تونس العتيقة، لكنّ الاحتكاك بمنطق المعمار التراثي قد يجعل من المهندس المعماري في يوم آخر عارفاً عن قرب بما يقتضيه تطوير المدينة العتيقة معمارياً، وهو أمر ضروري، حيث أنه تعيش منذ سنوات موتاً بطيئاً بسبب الخوف من إدخال تجديدات معمارية عليها. هكذا تتحوّل سياسات حماية التراث أحياناً إلى عوائق لتنميته واستثماره.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون