"فلسطين الوطني للمسرح": تسعة عروض من البلاد وعنها

28 أكتوبر 2022
من عرض سابق لمسرحية "خراريف" التي افتتحت المهرجان
+ الخط -

لم يكن "مهرجان فلسطين الوطني للمسرح" قد راكم إلّا عامين من التجربة والحضور في المشهد المسرحي الفلسطيني حين راحت جائحة كورونا بالانتشار في المعمورة ربيعَ 2020. وقد تسبّبت هذه الأزمة الصحّية، والتدابير الاحترازية التي رافقتها، في تأجيل انعقاد النسخة الثالثة من التظاهرة لعامين مُتتالين.

هكذا، انطلقت أوّل من أمس الأربعاء الدورة الثالثة من المهرجان، التي يستضيفها "مسرح القصبة" في رام الله حتى الإثنين المقبل، وتشارك فيها تسعة عروض لتسع فرق ومؤسّسات فنية قادمة من مختلف نواحي البلاد.

افتُتح المهرجان بعرض "خراريف" لفرقة "مسرح الحارة" (من بيت جالا) عند السادسة من مساء الأربعاء، تلاه عرض "معتقلة" لـ"مسرح رسائل" (نابلس). 

أخرج "خراريف" محمد عيد عن نصّ لـ يوجين يونسكو بعنوان "هذيان بين اثنين"، وهو يقارب، بلغة كوميدية سوداء، وعبر قصّة زوجين يقيمان في غرفة متواضعة قرب حاجز عسكريّ، مسائل العنف والاضطهاد والتهجير القسري التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، إلى جانب مسائل الانقسام والمصالحة والمفاوضات والهجرة. العمل من أداء: هديل تكروري، وجريس أبو جابر، ونقولا رزينة، في حين أُسندت الدراماتورجيا إلى ميرنا سخلة، والإنتاج إلى مارينا برهم، وقام بتصميم الديكور والإضاءة والمؤثّرات عصام رشماوي.

أمّا، "معتقلة"، الذي أخرجه معتصم أبو حسن عن نصّ لـ شذى ياسين جرّار، فيروي مُعاناة أسيرة فلسطينية داخل زنازين الاعتقال الصهيونية، في تجنّب للرواية التقليدية التي تؤسطر الأسيرة، حيث يسعى العمل إلى إعطاء صورة فعلية عن الألم والقهر اللذين تعيشهما. 

وشهد يوم أمس عرض مسرحيتين، عند السادسة والثامنة مساءً، هُما "صور" لـ "مسرح سنابل" (القدس)، و"ممثّل انتحاري" لـ "مسرح راس عروس" (مدينة مجد الكروم)، فيما عُرض مساء اليوم الجمعة عمل "الرماديّون" لفرقة أيام المسرح" (غزّة).

وتُستكمل العروض يومَيْ غد وبعد غد مع كلّ من: "ثنائية هذيان وسنة حلوة يا ذبيح" لـ "مسرح الجد" (حيفا)، و"لغم أرضي" لـ "مسرح القصبة" (رام الله)، اللتين تُعرضان مساء غد، و"يافا وأبوها" لـ "مسرح المنطار" (غزّة) و"الفيل" لـ "مسرح الحرّية" (جنين) اللتين تُعرضان الأحد، على أن تُختَتم فعاليات المهرجان بحفل يُقام مساء الإثنين.

يُذكَر أن هذه الدورة تشهد إقامة ثلاث ندوات فكرية على هامشها، حيث تحدّثت لما مرجية، ظهر أمس الخميس في "جامعة فلسطين التقنية" برام الله، عن تطوّر المسرح الفلسطيني بين عامي 1948 و1975، متّخذة من مسرحية "بيت الجنون" للكاتب توفيق فيّاض نموذجاً، في حين شارك كلّ من مارينا برهم (من "مسرح الحارة")  وعامر خليل (من "المسرح الوطني") في ندوة عُقدت ظهر اليوم الجمعة في "جامعة دار الكلمة" ببيت لحم حول التحدّيات التي تواجه المسرح الفلسطيني والبدائل المقترحة لمواجهتها. 

أمّا آخر الندوات فتُقام ظهر غد السبت، في "مسرح الحرّية" بمخيّم جنين، حيث يتحدّث فيها كلّ من نبيل الراعي وأحمد طوباسي وصالح البكري عن الصمود الثقافي في محافظة جنين، متّخذين من "مسرح الحرّية" نموذجاً.
 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون