"لكنّ هذهِ الأشكال يجبُ أن تُخترع: عن التنظيم الذاتي" عنوان المعرض الذي افتتح الأربعاء الماضي في "مركز خليل السكاكيني الثقافي" برام الله ويتواصل حتى الحادي عشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بالتزامن مع انطلاق "مؤتمر العونة" من تنسيق الفنانة جود التميمي.
يستحضر المؤتمر "تحقيقًا جماعيًا في دور التنظيم الذاتي واقتصاديات التضامن في عملية التحرر وإنهاء الاستعمار. وبالنظر بشكل خاص إلى نموذج التعاونية، يسعى المؤتمر إلى دراسة آثار هذا النمط من الإنتاج والاستهلاك والتبادل في العلاقات الاجتماعية والواقع السياسي. ننظر إلى الأشكال القائمة، ونبحث إلى أي مدى قد تضع الأساس لمستقبلية مناهضة للاستعمار والرأسمالية"، بحسب بيان المنظّمين.
أشارت التميمي في الجلسة التي عقدت يوم الافتتاح إلى "القيام في سياق أوسع بتأملّ البنية التحتية لاقتصاديات التضامن والمساعدة المشتركة" متسائلة عما إذا كان من الممكن تحدي تعريفات الفضاء الاقتصادي المهيمنة والشاملة، أم لا؟ وهل يمكننا تقديم نقاش مقنع بشأن وجود مساحة اقتصادية مستقلة؟ وهل يمكننا التحدث عن العلاقات الاجتماعية والاقتصادية خارج نطاق الاستيلاء والتجانس النيوليبرالي؟
هل يمكن التحدث عن العلاقات الاجتماعية والاقتصادية خارج الاستيلاء والتجانس النيوليبرالي
وأوضحت أنه "تمّ اختيار المحاورين على وجه التحديد نظرًا لمركزية الأرض في مخيالهم وممارساتهم العملية. نستكشف معهم عملهم في نماذج تعاونية مختلفة عبر فلسطين ونعيد النظر في ممارسات المساهمين كسابقات تاريخية محتملة لاقتصاد مقاوم مستدام".
بدورها، تحدّثت حاكمة حسن عن "تعاونية رتاج النسائية الزراعية" التي أطلقتها مجموعة نساء من قرية عصيرة القبلية بالقرب من مدينة نابلس مع بداية جائحة كورونا، وتقوم على زراعة الزعتر وأصناف من الخضار والعنب وتربية النحل، موضحة أن التجربة تتنطلق من عوامل اقتصادية، وإعادة الارتباط على الأرض التي انسلخ عنها الناس بعد توقيع اتفاقية أوسلو.
كذلك شاركت في الجلسة تعاونية "أرض اليأس" التي أسّسها أربعة شباب في قرية صفا بالقرب من مدينة رام الله، وركّزت على البعد الاجتماعي الذي تعزّزه الزراعة حيث توسّع عدد المشاركين في التعاونية، لكن التجربة لم تنجح منذ المرة الأولى، لكن الجميع عاود الكرّة بعد إعادة مراجعة المشروع وتنظيم العلاقات بناء على بذل جهود متساوية.
وتناول علاء سروجي واقع "تعاونية جذور الشمس الشبابية" التي تقع على بعد أمتار من جدار الفصل العنصري المنغرز في الخاصرة الشمالية لمدينة طولكرم وتحديداً في ضاحية شويكة، والتي تهدف إلى الحفاظ على الإنتاج الزراعي الذي تراجع خلال السنوات الأخيرة في إطار تنظيمي اجتماعي وطني.
وتحدث أيضاً ممثلان عن "تعاونية البحر إلنا" وهي مبادرة شبابية بدأت العمل في 2019، ويقوم مشروعها على إعادة تدوير النفايات الصلبة، و"ملتقى الشراكة الشبابي" الذي يضمّ مجموعة من المنظمات الشبابية القاعدية، والمجموعات الشبابية والطلابية، واللجان الشعبية في فلسطين.
يشارك في المعرض عددٌ من الفنانين والمجموعات والفضاءات الفنية، وهم: "فضاء لابسُس الفني" من رومانيا، و"فضاء 52 الفني" من اليونان، وجنى نخال وأشرف مطاوع وشربل الخوري ومونيكا بصبوص من لبنان، وزياد نايت عدي من المغرب، و"اِيْ. بي. سي: تعاونيّة الكتب الفنية" (عدة دول)، و"مجموعة دْروس الفنية" من بريطانيا، ودونغوان كام من كوريا الجنوبية، وجود التميمي من الأردن، و"إنجي محسن وسكينة جوال ومحمد عبدالكريم وموني ستوديو (مصر، المغرب، مصر، فلسطين)، وأمنية صبري من مصر، و"حراك صدى"، وملاك عبد الوهاب، و"التعاونية الهندسية الأولى: ماجد دغلس وحنين نزال"، و"حديقة أم عودة الزراعية: مجدي حبش وميشيل طنوس"، وبنجي بوياجيان ودانيال إلياس، ومعتصم صيام من فلسطين.