"عدم المساواة بين حياة وأخرى": ضمن مغامرات ديدييه فاسين

06 أكتوبر 2020
ديدييه فاسين
+ الخط -

يعتبر عالم الاجتماع والأنثروبولوجي الفرنسي، المقيم في أميركا، ديدييه فاسين (1955)، أحد أكثر الباحثين اليوم إنصاتاً إلى قضايا راهنة، حيث يبدو كأنه قد أخذ مسافة - منذ بداياته - عن أجندات البحث الأكاديمي ليلتقي بمتغيّرات العالم الحديث، ومن بينها مواضيع تبدو منسية من البحث العلمي مثل دراسة صعود النزعة الأمنية مع التطوّرات التكنولوجية، أو فهم تأثيرات الهجرات البشرية في سياقات التحوّل السلوكيّ.

منذ أيام، صدر كتاب جديد لـ فاسين بعنوان "عدم المساواة بين حياة وأخرى" عن منشورات "فايار"، وهو عمل يعتمد فيه على الجمع بين الأدوات المفاهيمية لثلاثة حقول معرفية متباعدة هي الأنثروبولوجيا والفلسفة الأخلاقية إضافة إلى اعتماده على الجهاز المفاهيمي لـ"مدرسة فرانكفورت"، والذي يعتمد غالباً ضمن التقاليد الجامعية لمقاربة قضايا ثقافية أو سياسية كبرى، في حين أن فاسين يطبّقها هنا على مواضيع اجتماعية بحتة، وكأنه ينقلها من فضاء البنى الفوقية إلى فضاء الواقع الملموس.

يُذكر أن كتاب "عدم المساواة بين حياة وأخرى" هو في الأصل درس قدّمه عالم الاجتماع الفرنسي في "كوليج دو فرانس"، وقد لفت انتباه باحثين شباب إلى قضايا كانت تبدو بعيدة عنهم في الجامعة في حين أنها تمثّل الشاغل الحقيقي للمجتمعات التي يعيشون ضمنها. 

يمكن اعتبار هذا الكتاب مواصلة لبعض أفكار كتاب سابق لفاسين بعنوان "الحياة: طريقة استعمال"، حيث أنه نظّر في هذا العمل لمفهوم الحياة، وفي دروسه التي جمعها في الكتاب الأخير يفحص فروقات مفهوم الحياة بين فئات اجتماعية عديدة، فلا تعني الحياة بالنسبة إلى مدير مؤسسة أميركي مثلاً نفس ما تعنيه للاجئ أفغاني قد يشترك معه في العمل في نفس الفضاء، وهو ما يعني أن الفروقات الطبقية، بل حتى تلك التي تبدو صورية مثل معلومات الوثائق الرسمية، تنعكس في فهم الكائن البشري للحياة.

الصورة
كتاب ديدييه فاسين

من أعمال فاسين الأخرى، والتي تشير إلى رحابة مساحات البحث التي يتحرّك ضمنها: "الفضاء السياسي للصحة" (1996)،  و"حُكم الأجساد" (2004)، و"إمبراطورية الصدمة" (2007)، و"التفاوت الطبقي والصحة" (2009)، و"عقل مؤسسات العمل الإنساني" (2010)، و"التنظيم بالقوة: أنثروبولوجيا شرطة الضواحي" (2011)، و"ظل العالم: أنثروبولوجيا السجون" (2017)، و"العالم في تحدّي المنفى" (2018)، و"موت مسافر" (2019).

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون