تعيش المنطقة العربية واقعاً مديداً من الصراعات والحروب التي أكثر ما تنعكس على الفئات المهمّشة في المجتمع، ومن بينها النساء والأطفال. كما يمكن الحديث مطوّلاً عن نقص الدراسات الاجتماعية التي تتوجّه بأبحاثها للتمعُّن بأزمات هذه الشرائح، وتُوليها اهتماماً جادّاً يثمر عن ربط حقيقي ما بين المؤسّسات المعنيّة أو حتى صنّاع السياسات وبين ضحايا الحروب.
"طفلات عربيات في أتون الحروب والنزاعات" عنوان العدد الجديد، الثامن عشر، من إصدارات "تجمّع الباحثات اللبنانيات لدراسة المرأة"، ويتناول مجموعة من القضايا المُلحّة في حياة المرأة العربية عموماً، والتي تنامت مؤخّراً بفعل هيمنة السلاح في مجتمعات تشهد تراجعاً لحضور سلطة القانون.
العدد الذي يتكوّن من خمسمئة صفحة اشتغلت في تصديره تسعٌ وعشرون باحثة، ووقع في أربعة محاور.
يقرأ المحور الأوّل في تجارب الفتيات الصغيرات أثناء الحروب وتمثّلاتها الإعلامية والقانونية والثقافية. ومن عناوين أبحاثه: "وريثات الشر: بنات الحرب في الجزائر" لآمال قرامي، و"القاصرات في أتون الحروب: فوضى المعاني في المعالجة الإعلامية" لنهوند القادري عيسى، و"القاصرات في عيون القانون: مواطنات ملحقات في مرحلة بعد النزاع" لعزّة سليمان، و"التحولات والأنماط الفنّية لصور الفتيات في الحروب العربية" لهند الصوفي، و"صورة المحاربات في الأعمال الكرتونية الموجّهة للأطفال" لريمي عبد الرسول.
أمّا المحور الثاني فيبحثَ في الوقع النفسي والجسدي لعنف الحرب وآثارها على المرأة، ويتضمّن الأبحاث التالية: "طفلات اليوم نساء الغد، بين التروما والنرجسية" لرجاء مكي، و"صورة الجسد في مدن الصراع" لنهى الدرويش ونهلة التميمي، و"قاصرات نازحات في مواجهة تحديات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة" لتغريد السميري، و"عن حياة مراهقات قلبتها الحرب" لسعدى علوة، كما كتبت سينتيا قريشاتي مساهمتها بالإنكليزية بعنوان: Wound stories: from the palestinian oral history archive (أو: قصص الجرح: من أرشيف التاريخ الشفوي الفلسطيني).
ويتناول المحور الثالث عوامل مثل الطبقة والدين والعِرق والخطاب الاستعماري، وفيه الأبحاث التالية: "الأمهات الطفلات والتبني غير الشرعي" لزينة علوش، و"تداعيات الحرب والنزاع المسلّح خلال العام 2019 على تعليم الفتيات في ليبيا" لسعاد محمد العباني، و"الطفلات والفتيات اللاجئات الأفريقيات في المغرب" لفاطمة واياو، و"الاعتداءات الجنسية على الفتيات في تونس ما بعد الثورة" لبيا قزي، في حين قدّمت سلمى عبداالله مبحثها بعنوان: Displaced girls in Times of war in Darfur (الفتيات النازحات في زمن الحرب بدارفور).
كما تطرقّت الباحثات في المحور الرابع إلى جملة من وجهات النظر وقّعتها مجموعة من الكاتبات، هُنّ: بيسان طي، وتغريد القيسي، وهدى العطاس، وإيمان قصقوص وفاطمة علوش، وأليس يوسف، وآمال حبيب وزكية قرنفل ومريم أبو زيد، وتانيا صفي الدين، وريما الكردي.