"صنعة العربية": سؤال التدوين وما بعده

30 يوليو 2021
علي عمر أرميص/ ليبيا
+ الخط -

مع مستجدات الحداثة وتداخلها بالفضاء العربي، منذ القرن التاسع عشر، لم يعد ممكناً أن يظل القرآن يُقرأ من منطلق ديني فحسب، حيث بات فهمه من منظور تاريخي وسوسيولوجي وهيرمينوطيقي أولوية ثقافية، كما يمكن مقاربته من زوايا أشمل.

عن "الأهلية"، صدر مؤخراً كتاب "صنعة القرآن: من التنزيل إلى التأليف" للباحث اللبناني شربل داغر الذي يشير في تقديم كتابه إلى أن الغرض منه "ليس البحثَ في تاريخ القرآن، وإنما في مسألة قلّما أولاها الدارسون القدامى، ولا سيما المحدثون، غايتهم: أهلية المدوِّنين في تدوين القرآن، وأهلية العربية، أو مدى توافر الأحكام والأدوات في ضبط ألفاظها وصيغها". 

نقرأ في هذا التقديم أيضاً: "لم ينقطع الدارسون عن درس القرآن، في الأزمنة القديمة أو الحديثة، من العرب والمسلمين كما من الأجانب. بل يبدو القرآن، في جوانب من مدونته، صالحًا للدرس أكثر من غيره من الكتب الدينية المكرَّسة. وما قد يشكو منه بعض المسلمين من "إضاءة مزيدة" على كيان القرآن، لا يعود بالضرورة إلى تقليد "تشكيكي" به، أوروبي قديم، واستشراقي متأخر خصوصًا، وإنما قد يعود –في بعضه على الأقل– إلى توافر مدونة واسعة عن القرآن، وقابلة بالتالي للتفقد والفحص والدرس".

صنعة لعربية

ويضيف: "لقد تحققَ الدرسُ من أن مشاكل الوحي-الكتاب، ومشاكل التدوين، واختلاف الصيغ، قد تتأتى، في جوانب كبيرة منها، من نواقص في كفاءة الكَتَبة؛ وقد تتأتى من عدم تبلور أحكام ناظمة وموحِّدة وموحَّدة لمثول العربية التدويني، وللقراءة فيها".

يضيء الكتاب،مدوّنة واسعة من المصادر والمراجع التي تقاطعت مع دراسة لقرآن، مع مساءلتها عن رهاناتها وسجالاتها في قضايا مثل: جمع القرآن، والتجاذبات حول تفسيره.

المساهمون