"شجرة الموز": مسرحية خوسيه ترييانا في معالجة أُخرى

17 سبتمبر 2022
(مشهد من العرض)
+ الخط -

منذ صدورها عام 1965، مثّلت مسرحية "ليلة القتلة" للكاتب والشاعر الكوبي خوسيه ترييانا (1931 - 2018)، نصّاً نموذجياً لمقاربة قضيّة التمرُّد على السلطة الأبوية بمستوياتها المتعدّدة. ولعلَّ تناوُلها هذا الموضوعَ تحديداً هو ما جعل كثيراً من المسرحيّين العرب يقتبسون النصّ لإسقاط أسئلته على الواقع العربي.

ظهرت أوّل معالجةٍ عربية للمسرحية عام 1979؛ حين قدّمها "مسرح الطليعة" في القاهرة. ومنذ ذلك الحين، قُدّم العمل عشرات المرّات، بمعالجاتٍ مختلفة، وإنْ استند معظمُها إلى الترجمة العربية التي أصدرها الناقد المصري فتحي العشري عام 1980 ضمن سلسلة "روائع المسرح العالمي".

يُؤشّر على هذا الاهتمام بالنصّ المسرحي أنّه قُدّم هذا العام في ثلاث بلدان عربية على الأقلّ بمقاربات إخراجية مختلفة: في "مسرح الطليعة" القاهري مُجدّداً في نيسان/ إبريل الماضي، وفي "المركب الثقافي ثريا السقاط" بمدينة الدار البيضاء المغربية، أمس الجمعة، بإخراج محمد بوتخريز عن نصٍّ أعدّه بوسرحان الزيتوني، وفي "المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني" أوّل أمس الخميس. وقد حملت النسخةُ الجزائرية الجديدة من المسرحية، التي أخرجتها شهيناز نغواش، عنوان "شجرة الموز".

كما في النصّ الأصلي، تتناول مسرحية "شجرة الموز" قصّة ثلاثة إخوة (شابان وبنت) يعانون مِن تسلُّط الأبوين وقسوتهما، واستغلالهما السيّئ للسلطة التي منحتهما إياها الطبيعةُ والمجتمع والأعراف. يتتبّع العرضُ الإخوة الثلاث (جسَّد الأدوار كلٌّ من: أيمن بن أحمد، وأسامة بودشيش ويحيى قوايدية) خلال يومياتهم، مُضيئاً على ما يعيشونه مِن قمعٍ يسلبهم حريّاتهم الشخصية، وقدرتهم على التعبير عن آرائهم.

يدفع هذا الوضع بالإخوة إلى التفكير في التمرُّد، لكنَّ ذلك يُدخلهم في متاهةٍ من الخلافات؛ بينهم هم الثلاثة من جهة، وبينهم وبين الأبوَين اللذين يبدوان متمسّكَين بميراث طويل من التقاليد، حتّى وإن كانت تتناقض مع رغبات الأبناء وطموحاتهم. ويكتفي العرضُ بالصراع عند هذا المستوى (الصراع بين الأجيال) دون أنْ يبتعد أكثر في مقاربة المستويات المتعدّدة للسلطة الأبوية؛ السياسية والاجتماعية والدينية.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون