في معرضه الفرديّ الأوّل الذي يحتضنه "غاليري مين دار" Mine d’Art بمدينة الدار البيضاء في المغرب منذ الأربعاء الماضي، يُقدّم التشكيلي المغربي مصطفى مزيان مجموعةً من اللوحات التشكيلية التي يُحاول مِن خلالها سرد تجربته الشخصية.
قبل أكثر من عشر سنوات، تعرّض الفنّان التشكيليُّ إلى حادثٍ أدخله في غيبوبة. وحين أفاق منها، وجدَ أنه لم يعُد يذكر سوى القليل من حياته قبل وقوع الحادث، فراح يستكشف الحياة مِن جديد، وبشكل تدريجي.
يقول مزيان، في حديثٍ صحافي، إنَّ الفنَّ كان وسيلته لإعادة اكتشاف الحياة: "وجّهني الفنُّ إلى آفاق جديدة، وعلّمني الاحتفاء بالحياة مُجدّداً. كانت الطريقة طويلة، وكان الفنُّ ملاذاً حقيقياً بالنسبة إليّ".
يحمل المعرض، الذي يستمرُّ حتى السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، عنوان "سفر داخلي"، وهو عنوانٌ يعكس اشتغالات الفنّان على ثيماتٍ نفسية مثل الشكّ واليقين والتفاؤل والألم الداخلي والتأمُّل في معنى الوجود.
في لوحاته، يحشد مزيان الكثير من الألوان التي تذكّرنا بلوحات مواطنه محمّد المليحي. ثمّة ألوانٌ زاهية وتموُّجاتٌ وأشكالٌ هندسيةٌ لا يغيب عنها الأسود، وهي، وفق تعبيره، تمثّل تأمّلاً في "كونٍ تُسيطر عليه الألوان".
وتقول قيّمة المعرض سلمى نجيب، في تصريح صحافي، إنّ أعمال مزيان تثير تساؤلات عديدة، مضيفةً: "ثمّةَ تجربةٌ خلف التموُّجات والأشكال الهندسية التي نراها في اللوحة التي ليست، في النهاية، سوى انعكاسٍ لدواخلنا".
إلى جانب اللوحات، يتضمّن المعرض إحدى عشر قصيدةً استوحتها الشاعرة المغربية سارة بلقيتي من أعمال مصطفى مزيان؛ حيثُ تأتي النصوص في محاولةٍ لفكّ شيفرة اللوحة بحسب الشاعرة التي تعتبر أنَّ "الرسم مدين للشعر، والشعر مدين للرسم" في هذه التجربة.