"ربيع الشعراء": توسيعاً لحضور القصيدة في فرنسا

25 مارس 2022
مكتبة "مولا"، في بوردو، تحتفي بنسخة هذا العام من المهرجان على واجهتها
+ الخط -

عندما أسّس كلّ من الشاعر أندريه فيلتير، والكاتب والسياسي إيمانويل هوغ، مهرجانَ "ربيع الشعراء" في باريس عام 1999، لم يكن حال القصيدة في فرنسا يختلف كثيراً عن حالها اليوم: تقديرٌ ثقافيّ عام لها وللشعراء، من ناحية، يرافقه، من ناحية أُخرى، حضورٌ ثانويّ في سوق الكتاب، خصوصاً إذا ما قُورنت مقروئية الشعر ومبيعاته بالرواية أو بالمنشورات التي تتناول مواضيع سياسية واجتماعية راهنة.

وبحسب تقرير لـ"المركز الوطني الفرنسي للكتاب"، نُشر عام 2015، فإن نسبة مبيعات كُتب الشعر، ومعها كُتب المسرح، لا تتجاوز 0,3% من مُجمل المنشورات المبيعة سنوياً، وهو رقمٌ ما يزال يصدم كثيرين من المهتمّين بالشعر، إن كان عبر القراءة أو الكتابة أو العمل النشريّ، ويدفع إلى توسيع النشاطات الهادفة إلى توسيع حضور الشعر في خارطة النشر والقراءة في فرنسا.

ضمن هذا السياق، تأتي نسخة هذا العام من مهرجان "ربيع الشعراء"، الذي يرى تقرير "المركز الوطني للكتاب" أنه من المسهمين الأساسيين في إبقاء سوق الشعر "على قيد الحياة" اقتصادياً؛ نسخةٌ تدور فعالياتها تحت ثيمة العابِر والمؤقّت، بعد أن خُصّصت دورة العام الماضي لموضوع الرغبة.

انطلق المهرجان في الثاني عشر من آذار/ مارس الجاري، ويستمرّ حتى الثامن والعشرين منه، مقترحاً عدداً كبيراً من الفعاليات التي تغطّي أغلب المدن الكُبرى في البلاد، وتتّخذ أشكالاً متنوّعة: من معرضٍ في الهواء الطلق للقصائد أمام محطّة القطار المركزية في مرسيليا، إلى عرض مقتطفات من القصائد في مترو الأنفاق بباريس، مروراً بأمسيات، وعروض مسرحية ـ شعرية، وقراءات تُعرَض على شاشات التلفزة، إضافة إلى معارض فنّية وجوائز.

وعلى سبيل المثال، يُقام اليوم معرضٌ في "مُتحف غيميه" بالعاصمة الفرنسية يدور حول قصيدة الهايكو، حيث تُعرَض لوحاتٌ مرتبطة بهذا الفنّ الشعري المولود في اليابان، فيما تُقام جلسةٌ مع كورين آتلان، مترجمة إحدى أكثر أنطولوجيات الهايكو مقروئيةً في فرنسا: "هايكو: أنطولوجيا القصيدة اليابانية القصيرة"، وهو كتاب بيع منه، منذ صدوره عام 2002، أكثر من 100 ألف نسخة... ما قد يعني، ربما، أن الشعر ما يزال "على قيد الحياة" في البلد.

المساهمون