"حرب المئة عام على فلسطين" لرشيد الخالدي بترجمة عربية

10 ديسمبر 2020
نازحون فلسطينيون/1967، رويترز
+ الخط -

في مقدمة "حرب المئة عام على فلسطين؛ قصة الإستعمار الإستيطاني والمقاومة 1917 – 2017"، يكتب المؤرخ الفلسطيني الأميركي رشيد الخالدي: "إن هذا الكتاب ليس تصورا باكياً لمائة سنة مضت من تاريخ فلسطين، اقتباساً من النقد الرائع الذي كتبه المؤرخ الكبير سالو بارون عن روح الكتب التاريخية اليهودية في القرن التاسع عشر. اتُهم الفلسطينيون من طرف المتعاطفين مع الذين اضطهدوهم بأنهم منغمسون في الشعور بأنهم ضحايا. وفي الحقيقة فقد واجه الفلسطينيون ظروفاً شاقة بل ومستحيلة أحياناً، مثلهم في ذلك مثل جميع السكان المحليين الأصليين الذين واجهوا حروباً استعمارية كما أنهم تعرضوا لهزائم متكررة".

يضيف المؤلف في الكتاب الذي صدرت ترجمته حديثاً عن "الدار العربية للعلوم" في بيروت أنجزها الأكاديمي عامر شيخوني: "كانوا (الفلسطينيون) متفرقين غالباً ولم تتوفر لهم قيادة جيدة. ولا يعني كل ذلك أن الفلسطينيين لم ينجحوا أحياناً في التغلب على هذه المصاعب. أو أنهم في أوقات أخرى لم يتمكنوا من اتخاذ قرارات أفضل، غير أننا لا نستطيع تجاهل القوى الدولية والإمبريالية التي تحالفت ضدهم، والتي يهمل ولا يقدر مداها في أغلب الأحيان والتي استطاعوا على الرغم منها إظهار مرونة وصمود يستحق الإشادة".

وبحسب تقديم المترجم للكتاب، الحاصل على "جائزة فلسطين للكتاب" هذا العام، فإن هذا العمل يشكل فرصة للمساءلة والمراجعة للواقع المعقد الذي آلت إليه القضية الفلسطينية في مختلف أبعاده وجوانبه؛ بعد قرن من الحرب على الفلسطينيين انتهت باعتبار دونالد ترامب القدس عاصمةً لـ "إسرائيل" قائلاً: "رفعنا القدس عن طاولة المفاوضات ولا يجب علينا الحديث عنها بعد الآن". 

غلاف الكتاب

يتناول الخالدي أحداثاً أساسية في تاريخ فلسطين، تسلط الضوء على الطبيعة الاستعمارية لحرب المئة عام على فلسطين وعلى دور القوى الخارجية الذي لا يمكن إغفاله في هذه الحرب، فيبدأ من وعد بلفور عام 1917، ثم قرار التقسيم عام 1947 ، ثم قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 ، ثم الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، ثم اتفاقية أوسلو للسلام 1993، ثم اقتحام أرييل شارون إلى المسجد الأقصى عام 2000 وصولاً إلى حصار غزة بشكل متكرر والحروب عليها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

الكتاب في جزء منه، يقدم الحروب في فلسطين من وجهة نظر شخصيات عاشتها، غالبيتها من عائلة الخالدي، فيستعين بمراسلات ووثائق وصور وروايات شهود على الأحداث، في محاولة لتقديم سردية فلسطين بشكل مختلف عما طرح سابقاً، فنسمع أصوات رئيس بلدية القدس في القرن التاسع عشر الذي تنبّأ بالصراع القادم، والكاتب القومي محمد عزت دروزة، وقادة "منظّمة التحرير الفلسطينية" بمن فيهم ياسر عرفات وفيصل الحسيني وحنان عشراوي.

كما يقدم الكاتب روايته الخاصة كطفل ابن مسؤول في الأمم المتّحدة مقيم في بيروت عام 1982، إلى جانب مراسلات جده، يوسف ضياء الخالدي، عام 1899، ومنها رسالته إلى ثيودور هرتزل بعد أن بدأ الحديث عن فلسطين كأرض لليهود، مذكّراً بأن للبلاد شعب أصلي لا يمكنه أن يقبل تهجيره، وختمها بعبارة "دعوا فلسطين وشأنها".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون