"جواد سليم ونصب الحرية" لجبرا إبراهيم جبرا: نسخة إنكليزية

18 يناير 2022
جواد سليم (1919 - 1961)
+ الخط -

يشير الروائي والناقد الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا في كتابه "جواد سليم ونصب الحرّية" (1974) إلى أن مذكّرات ويوميات ورسومات الفنّان العراقي (1919 – 1961)، قبل تنفيذه النصب الشهير في العاصمة العراقية، أعطت انطباعاً أن عمله لم يكن تنفيذاً لرغبة أحد المسؤولين، إنما هو جنينٌ كامن في كلّ أعماله وحياته.

يركّز الكتاب في قراءته للنصب على قدرة الفنّ في استنطاق الضمير الجمعي من خلال التعبير عن المخيال الشعبي، حيث استدرج تجارب سنواته الطويلة وتراكمات الرؤى والرموز التي لم يُتَح له في الماضي أن يُبلورها على مثل هذا النطاق.

عن "دار المأمون للترجمة والنشر" في بغداد، صدرت النسخة الإنكليزية من كتاب "جواد سليم ونصب الحرّية: دراسة في آرائه وآثاره" بترجمة سناء المشهداني ومراجعة سعد الحسني؛ عملٌ يوضّح انعكاس تيارات الحداثة الغربية في أعمال سليم في الوقت نفسه الذي أعاد فيه إنتاج تراث الحضارات العراقية القديمة، واستحضار الرموز السومرية تحديداً مثل القمر والهلال وغيرها من عناصر الحكاية الشعبية.

غلاف الكتاب

ويوضّح جبرا بأن سليم كان "جزءاً من عصر هيمنت فيه الأيديولوجيا بقوة على الفنون وعلى تنظيراتها"، مشيراً إلى أنّه و"وهو يهمّ بإنجاز نصب الحرية، كان يحاول أن يتخطّى المحلّية ذات الحلول الفجّة التي كانت تظهر في نتاجات جماعة بغداد للفنّ الحديث، وتصرّف بوصفه فنّاناً معنياً بدرجة كبيرة بالجانب البَصَريّ، رغم كلّ الأهداف الإيديولوجية".

اهتمام جواد سليم، بحسب الكتاب، لم يكن منحصراً في الرسم والنحت فقط، بل كانت له اهتمامات بالخزف والكاريكاتير وتصميم أغلفة الكتب، حيث كان في طفولته يصنع تماثيلَ من الطين تُحاكي لعب الأطفال، وفي الحادية عشرة من عمره حصل على الجائزة الفضية في النحت في أوّل معرض للفنون أقيم في بغداد سنة 1931، كما كان يحبّ الموسيقى والشعر والمقام العراقي، ويجيد اللغات الإنكليزية والإيطالية والفرنسية والتركية.

يكتب جبرا إبراهيم جبرا: "لقد قال جواد إنه جعل هذه المنحوتة، من الناحية الفنية، في الأسلوب المفضّل لديه، حيث تبرز الفكرة بأقل التفاصيل، معتمداً الخطوط الزوبعية في الحركة والدوران. وأقرب الوحدات الأخرى أسلوباً إليها 'نصب الحرّية'. ومهما يكن من أمر فإنه من السهل أن نرى هذه الوحدات الأربع تؤلّف معاً مجموعة مترابطة ترابطاً عضوياً، تكاد العين تفرزها عمّا يليها، وتُصبح فيها خطوط السيقان أشبه بأصداء يردّد بعضها بعضاً، وفي الطرف الأعلى تتردّد خطوط الأذرع في أنغام مقابلة. في إحدى كتابات شبابه، شبّه الفنان النصب الكبير بالسمفونية".

 

المساهمون