"تعاليم الصوفيين": في حضرة والتر ستيس

10 يوليو 2021
نیما بهنود/ إيران
+ الخط -

يحضر التصوّف في الثقافة العربية وكأنه أحد مكوّناتها وخصوصياتها، في حين أنه مظهر حضاري يتجلّى ضمن ظروف معيّنة في كلّ ثقافة، من الشرق إلى الغرب. من هنا نفهم أهمّية إضاءة التصوّف في مجمله، وهو ما يقدّمه كتاب "تعاليم الصوفيين" للمفكّر البريطاني والتر ستيس.

عن منشورات "آفاق"، صدرت النسخة العربية من الكتاب منذ أيام مع "معرض القاهرة الدولي للكتاب" الذي تتواصل فعالياته حتى 15 من الشهر الجاري. وقد نقل العمل إلى العربية المترجم المصري نبيل باسيليوس، الذي سبق له أن عرّب لستيس كتاب "مفهوم الأخلاق" في 2019.

تكمن أهمّية كتاب "تعاليم الصوفيين" في المشهد الموسّع الذي يقدّمه للتصوّف، حيث يفحص حضوره في مناخات هندوسية وبوذية وطاوية وأفلوطينية ومسيحية ويهودية ولا دينية، ناهيك عن الإسلامية.

لم يأتِ هذا الكتاب معزولاً في مسيرة ستيس، حيث أنه أنجز عملين آخرين حول التصوّف؛ الأول بعنوان "الفلسفة والتصوّف" والثاني بعنوان "الزمان والأزل"، وذلك ضمن طيف من الانشغالات التي خصّص لها المفكّر البريطاني مؤلّفاته كعلم الجمال والأخلاق وتاريخ الفلسفة.

تعاليم الصوفين

يعتبر ستيس أن التصوّف مكوّنٌ لا يمكن النظر إليه كصفحة طواها الماضي، فهو حاضر وسيحضر بعدّة أشكال في الحية البشرية. نقرأ له من التقديم: "يمكنني أن أقول إنه إذا لم تدمّر القنابل الهيدروجينية الحضارة، لا أرى وجودَ أيّ داعٍ لاعتقاد أن التصوّف شيءٌ يتعلّق بالماضي. إن التصوّف هو شكلٌ من أشكال الروحانية الدينية، وتستمرّ الروحانية الدينية في التواجد خلال أزمات العالم. تُعارِضها الحضارة المادية، ولكنّ الخير والجمال والحقيقة يستمرّون من جيل إلى جيل. بوجه عام، تستطيع القيَم الروحية أن تبقى حيّة، وسينطبق ذلك بالطبع على التصوّف".

المساهمون