"ترجمان الأعراق": من أجل تكافؤ لُغويّ

27 ديسمبر 2021
محمد إحسائي/ إيران
+ الخط -

تمثّل الترجمة مسألة حيوية لكلّ الثقافات، فهي النافذة التي تطلّ عبرها على أدب وفكر العالم. تبدو الترجمة حيوية بشكل مضاعف في العالم العربي نظراً للفجوة المعرفية التي تفصله عن ثقافات كثيرة، وهو ما يدعو لانشغال فكري جدّي بها.

في هذا الإطار يأتي كتاب "ترجمان الأعراق: إستراتيجية الترجمة وتكتيكية المترجم" للباحث الجزائري محمد شوقي الزين، والذي يصدر في طبعة مشتركة بين "معهد تونس للفلسفة" و"دار عليسة" ضمن سلسلة بعنوان "إشراعات".

نقرأ من تقديم المؤلّف: 'لم يُخلِّف أيُّ فيلسوف عملاً فكريّاً إلّا وكانت الترجمة حاضرة، بشكل مباشر تأليفاً وترجمةً، أو بشكل غير مباشر بصفتها الفكرة الناظمة للعمل الفلسفي (غادامير مثلاً). أحياناً نتساءل إذا لم تكن الترجمة هي نموذج الوجود الإنساني في العالم، من حيث أن إرادته في إدراك العالم المحيط ما هي سوى طريقة في "ترجمة" ظواهره بتبيانها واستجلاء معانيها، وفهم الذوات المحيطة بترجمة أقوالها ومقاصدها، أي فهمها. بمعنى أن ما نُسمِّيه الفهم والقراءة والتأويل، ما هي سوى تصاريف الترجمة وإعرابها المباشر في الوجود الإنساني في العالم". 

يضيف: "تتعدَّى هنا الترجمة المعنى الحصري في مهنة هي نقل الكلمات والنصوص من لسان إلى آخر نحو المعنى الواسع والشامل في فهم حيثيات القصد وفحوى السلوك، وبشكل عام كل ظاهرة تتميَّز بالالتباس وتثير الاستفهام، فتُجنِّد بذلك إرادة الفهم، لأنها تريد ترجمة ما هو أمامها في قول بيِّن، أي نقل المبهم أو الغريب إلى المألوف والواضح". 

ترجمان الاعراق

من فصول الكتاب نذكر: "أخلاقيَّات الترجمة والسُّلوك التّرْجُمي"، و"كايْرُوس الترجمة أو ميزان العبارة"، و"المُتَعَذِّر تَرْجَمَتُه بوَصفه مُشكِلة تأويليَّة أو مُعْضِلَة التَّكَافُؤ بَين اللُّغَات"، و"الرسم قبل الاسم: ما قبل تاريخ الترجمة"، و"البنيات النصية والبنيات الثقافية: نحو هيرمينوطيقا في الترجمة"، و"سوء في الترجمة: لغز الكلمة اليابانية مُوكُوسَاتْسُو"، و"العالم في أفق اللغة: مهام الترجمة"، و"المعجم العربي للفلسفات: سياسة ترجمية ورؤية في العالم".

وقفات
التحديثات الحية
دلالات
المساهمون