"بصمات": المسرح من خارج المركز 

28 سبتمبر 2020
العدد الأول بغلافيه العربي والفرنسي
+ الخط -

لمعت في العقود الأخيرة مجموعة من التجارب المسرحية التونسية، وكثيراً ما كان هذا اللمعان سبباً في حجب فضاءات إبداعية كثيرة أبرزها ظاهرة ما يعرف بالمسرح الجهوي، وهي تجارب مسرحية بعيدة عن العاصمة حققت خصوصاً في سبعينيات القرن الماضي إشعاعاً معترفاً به غير أن معظم المنتسبين إليها في ذلك الوقت خيّروا لاحقاً العمل من تونس العاصمة

"بصمات: مدونة المسرح الجهوي التونسي" هو عنوان مجلة أطلقت مؤخراً في جنوب تونس بهدف إضاءة التجارب المسرحية في جغرافيات تونس المتنوّعة. أصدر المجلة "مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر" باللغتين العربية والفرنسية، وسيكون إيقاع صدورها نصف سنويّ.

تنطلق المجلة من قراءة في مشهد الفن الرابع في تونس اليوم حيث أن التجارب التي تنجز بعيداً عن مسارح العاصمة تظل بعيدة عن النقّاد والإعلاميين وحتى على بقية المسرحيين، في وقت تظهر ضمن هذه الأعمال اجتهادات فنية على مستويات عدّة من النص إلى الأداء مروراً بالسينوغرافيا والإخراج. 

من المواضيع التي تناولها العدد الأول من المجلة تجربة "مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر" الذي افتتح العام الماضي، حيث جرى تقديم العروض المسرحية التي أنتجها والتعريف ببعض المشتغلين ضمن هذه التجربة.

تناول العدد أيضاً إشكاليات تتعلّق بتنظيم المسرح في المناطق البعيدة عن العاصمة من ناحية قانونية بالخصوص، وهنا يبرز التفاوت بين النصوص التي تدعو إلى تشجيع الفنون ضمن سياسات اللامركزية والواقع الذي يرسّخ المركزية أكثر فأكثر.

قدّم العدد أيضاً مقارنة بين مفهوم المسرح الجهوي في تونس وألمانيا، كما يتناول مسألة علاقة المؤسسات المسرحية بالنشر. في هذا السياق يلفت العدد إلى أن "مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر" أصدر مؤخراً كتاباً للمسرحي علي عبد الوهاب خليل بعنوان "جولة تاريخية في فن المسرح".

 

المساهمون