"نوافذ على الأدب العُماني الحديث"، هذا هو عنوان الملف الجديد الذي خصَّصته مجلة "بانيبال" الإسبانية في عددها السادس (خريف وشتاء 2021)، حيث نشرت نصوصاً شعريّة وروائيّة وقصصيّة لعشرين كاتبةً وكاتباً، تُترجم وتُقدَّم أعمال معظمهم للمرّة الأُولى في بلدٍ يكاد يكون فيه حضور الأدب العربي المُترجَم منعدماً، باستثناءات نادرة وفي دوائر ضيّقة، لا سيّما الأكاديمية منها.
جاء في افتتاحية العدد، التي كتبها المترجم السوري المقيم في إسبانيا جعفر العلّوني وتحدَّث فيها عن المشهد الثقافي الحديث في عُمان وأنواع الكتابات الجديدة والمختلفة، وجاء فيها أنَّ "عُمان، ثقافيّاً، خضعت لتحولاتٍ تاريخيّة واجتماعيّة عميقة على مدى القرن الماضي نتيجة انفتاح البلد على ثقافات وآداب أُخرى، وقد وضع هذا الأمر البلد على مفترق طريق شائك بين هياكل اجتماعية وثقافية تقليدية متجذرة في الهويّة العمانية، وأُخرى جديدة تتوق إلى التقدّم والتطوّر".
مرايا تعكس الواقع العُماني وتحاول أن تراه من داخله
ويتابع العلّوني: "هذه التحوُّلات أسَّست لصراع هوية تجلَّى، بشكل رئيسٍ، في الحساسية وفي الأشكال الإبداعية المختلفة للكتّاب العُمانيّين، وفي نصوصهم الأدبية، سواء كانت شعراً أو رواية أو قصة قصيرةً، والتي يمكن وصف بعضها بالنوافذ التي تطل على العالم الخارجي، وتتجاوز حدود الهوية، وتسعى إلى معرفة الآخر؛ في حين كانت بعض النصوص الأُخرى بمثابة مرايا تعكس الواقع العُماني وتحاول أن تراه من داخله وأن تصف كل ما يحيط به".
احتوى العدد الجديد العديد من المواد المتنوّعة بين الشعر والقصّة والرواية. ففي الشعر، قدّمت المجلة أصواتاً شعريّة معاصرة مع مختارات من قصائدها؛ حيث نشرت مجموعة من قصائد عائشة السيفي، وعبد الله الريامي، وفتحية الصقري، ومحمد الحارثي، ويحيى الناعبي، وعبديغوث، إضافة إلى مختارات من مجموعتَي "كنت في البدء شجرة" لفاطمة الشيدي، و"في كل أرض بئر تحلم بالحديقة" لزاهر الغافري، مع المقدّمة التي كتبها أدونيس للمجموعة.
وفي باب الرواية، نشرت المجلّة فصلاً واحداً من روايات "سندريلات مسقط" لهدى حمد، و"دلشاد" لبشرى خلفان، و"أيام في الجنة" لغالية آل سعيد، و"أصابع مريم" لعزيزة الطائي، وفصلاً من رواية "المجنون"، قيد الطباعة، لأحمد الرحبي.
أمّا القصة القصيرة، وهو الجنس الأدبي الذي شهد تطوّراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة في عُمان، فقد كان لها الحصة الكبرى من المجلةّ، حيث نشرت قصصاً قصيرة لمحمود الرحبي من مجموعته "لم يكن ضحكاً فحسب"، إضافة إلى مجموعة من القصص القصيرة جدّاً للخطاب المزروعي، وأُخرى لعبد العزيز الفارسي، وقصّة طويلة بعنوان "الإصبع" ليحيى سلام المنذري، إضافة إلى قصّة "قدام باب الوالي" ليونس الأخزمي، و"قراصنة وادي عدي" لحمود سعود، وأخيراً مجموعة من القصص القصيرة لجوخة الحارثي.
وفي هذا الصدد، نوّهت "بانيبال" بالدور الذي تلعبه الصحف والمجلّات الثقافية في عُمان في عرض وتقديم الأصوات المحلّية الشابة، وخصّت بالذكر مجلّة "نزوى" الفصلية التي يحررها الشاعر سيف الرحبي.
وضمّ العدد عدداً من مترجمي الأدب العربي إلى الإسبانية، وأسماء جديدة تقدّم مساهمتها في السنوات الأخيرة، حيث نعثر على أسماء: بابلو غارسيا سواريز، وهلا نسلي، وكوبادونغا براتيش، وماريا لوث كوميندادور، وألفارو فيار، وكريمة حجاج، وأنطونيو مارتينيز كاسترو، وماريبيل غونزاليس مارتينيز، وإغناسيو غوتيريس، وجعفر العلوني، وخوسيه ميغيل بويرتا، وماريا لويسا برييتو.
ويُنتظَر تقديم العدد الجديد رسمياً في "مؤسّسة البيت العربي" بمدريد في منتصف كانون الثاني/ يناير المقبل، بحضور عدد من الشعراء والكتّاب الذين تُرجمت أعمالهم في العدد. من جهة أُخرى، يُنتظَر أن تقوم المجلّة لاحقاً، كما أعلنت إدارتها، بتنظيم سلسلة من الفعاليات والقراءات النثرية والشعرية في كلّ من مدريد وبرشلونة وغرناطة.