منذ 2002، أقرّت منظمة اليونسكو ثالث يوم خميس من شهر تشرين الثاني / نوفمبر يوماً عالمياً للفلسفة تأكيداً على "القيمة الدائمة" لهذا الحقل المعرفي في "تطوّر الفكر البشري". وافق أمس هذا التاريخ، وقد صاحبته عودة إلى الفلسفة تتجلى في عدة فعاليات حول العالم.
لكن، ما يمكن تسجيله بمرور الأعوام هو تذويب الفلسفة في حالة عامة من الخفة تتجلّى بالخصوص في مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن "اليوم العالمي للفلسفة" أفضل مناسبة تعكس هذه التحوّلات.
من ذلك أن الكثير من دور النشر باتت تجعل من هذا اليوم فرصة لتسويق مؤلفات الفلاسفة، ومن المعلوم أن الكتب الفكرية لا تأخذ عادة مواقع متقدّمة في لوائح "الأكثر مبيعاً"، وبالتالي فلا يمكن إيجاد إطار أفضل من حدث مثل "اليوم العالمي للفلسفة".
كما نشهد محاولات ترويجية في اتجاهات أخرى، من ذلك أن عدة صفحات في فيسبوك وتويتر تستغل "اليوم العالمي للفلسفة" لتحريك عدّاد زوّارها، وغالباً ما يحدث ذلك من خلال أسئلة من قبيل: من هو فيلسوفك المفضّل؟ ما هي القولة الفلسفية التي غيّرت حياتك؟
بات "اليوم العالمي للفلسفة" أيضاً متلازماً مع تنشّط حسابات المشتغلين بالمجال الفلسفي، لنجد موجة سنوية من المعايدات بهذه المناسبة كثيراً ما تختتم بعبارات جاهزة مثل: كل عام والفلسفة بخير.