"المنعطف الهيرمينوطيقي": تدرّب على التفكير مع القلق

26 يونيو 2021
هايدغر في بورتريه لـ ماتيو لاكا
+ الخط -

شهدت تونس في العقدين الأخيرين اهتماماً بفكر الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر لم يحظَ به الثقافة العربية منذ انحسار الفكر الوجودي في منتصف القرن العشرين. في هذا الإطار تأتي أعمالٌ وترجمات كثيرة أنجزها مصطفى كمال فرحات وفتحي المسكيني ومحمد محجوب وعلي الحبيب الفريوي وفوزية ضيف الله وغيرهم.

انضاف مؤخراً إلى هذه "المكتبة الهايدغرية" عملٌ جديد بعنوان "المنعطف الهيرومنطيقي للفينومينولوجيا: تأويلية القلق في فلسفة هايدغر" للباحث التونسي عماد العماري عن منشورات "دار كلمة" ضمن سلسلة "حروف الفلسفة".

يشير المؤلّف في تقديم كتابه إلى أن عمله يحاول أن "يغنم من أكبر تحوّل شهدته فينومنولوجيا هوسّرل على يدي مارتن هايدغر، ويأخذ من ظاهرة القلق خيطاً هادياً من أجل تيسير الدخول إلى أكبر المناطق تمنّعاً عند فيلسوف الغابة السوداء، وذلك بغرض الوقوف عند أهمّ محطات المنعطف الهيرمنوطيقي الذي أنجزه هايدغر منذ دروس الشباب إلى أواخر سنوات العشرينات مروراً بمرحلة كتابه 'الوجود والزمان'، أين يجد الإشكال ذروته وهالته الكبرى". 

يضيف المؤلّف: "الكتابُ ضربٌ من التدرّب العنيف على التفكير مع هايدغر في أعقد الإشكالات الفلسفية حول الوجود والموت والزمانية والعدم والحرية، داخل تأويلية حوّلت اللغة من مجرّد أداة إلى مقامٍ كيانوي أو مسكن للوجود. وليس القلق الفينومنولوجي في شتّى ألوانه وأشكاله سوى الكينونة ذاتها وقد تعرّت في أعتى صروفها واللغة نفسها وهي في أشد عنفوانها وحمولتها الأنطولوجية". 

المنعطف الهرمنونطيقي

يدرس العماري أيضاً لغة هايدغر بما تفضي إليه من صراع الترجمات والتأويلات، حيث يراقب كيف وصل هايدغر إلى لغات عديدة، وإلى أن "يسكن لغتنا ويتكلّم عربيّتنا" بحسب عبارة المؤلّف.

المساهمون