"المعرض للموسيقى": تجريبٌ ينطلق من طرابلس

02 سبتمبر 2022
جانب من معرض رشيد كرامي (تصوير: جوليان إيانو)
+ الخط -

في لبنان هناك الكثير من الفضاءات العمرانية الفارغة والمهجورة، يمكن لنا أن نتحدّث عن مطارات ومعارض ودُور سينما مثلاً، ونحصي في كلّ منطقة أو مدينة عدداً لا بأس به. بل إنّ بعضها استغلّه الأهالي في رياضة المشي أو هواية التصوير، وهذا نتيجة تعثّر الخطط التنموية التي حالت دون استقطاب الناس وجذبهم، إنّما عزّزت عزلهم ونبذهم.

من تلك الأمكنة "معرض رشيد كرامي الدولي" بطرابلس، فعدا ما تشهده المدينة من تهميش، فإنّ هذا المكان بالذات عانى كثيراً منذ أن وضع خطّته المعمارية المهندس البرازيلي أوسكار نيماير عام 1962.

"مهرجان المعرض للموسيقى" عنوان التظاهرة الموسيقية التي تنطلق عند الرابعة من مساء اليوم وتستمرّ حتى منتصف الليل، بنسختها الأولى والتجريبية، في فرصة يرى فيها المنظّمون أنّها "تتوازى مع إعلان المدينة كعاصمة للثقافة العربية لعام 2023، وهذا ما يتيح إطلاق نهضة ثقافية وفنّية جديدة فيها لتكون جزءاً من حركة إبداعية تُساهم في دعم المواهب المحلّية ، وتؤمن بلامركزية الثقافة وإتاحة الفن والثقافة للجميع".

في هذا الإطار، تعاونت "مبادرة رمّان" مع "جمعية بيروت آند بيوند" في تنفيذ هذه النسخة بهدف عرض المواهب الموسيقية المحلّية، واستضافة فنّانين عالميّين، بهدف تبادل المعرفة وإعادة اكتشاف المدينة موسيقياً.

ويأتي اختيار "معرض رشيد كرامي الدولي" كمركز دائم للعروض والمهرجانات في طرابلس؛ كونه يضمّ أكثر من 15 مبنى، من ضمنها مسارح ومتاحف ومساكن، ورغم أهميته، إلّا أنّ الحرب الأهلية تركت المعرض  مهجوراً  لسنوات. وظلّ وضع المعرض على حاله هذا حتّى عام 2018  حينَ تمّت إضافته على قائمة اليونسكو المحتملة للتراث العالمي، وبوشر ببعض أعمال الصيانة الفورية فيه والإصلاحات الهيكلية للحفاظ على سلامته. 

ومن الفِرق المشاكرة بهذه النسخة: فرقة The Blue Pulpit الفرنسية التي تفتتح المهرجان بمزيج من موسيقى الروك والبلوز، وفرقة "المونتي كارلو" وتضم عازفين ومغنّين من لبنان وفلسطين وسوريّة، وفرقة "طربيت" التي تستوحي أعمالها من تقاليد الموسيقى والمقامات العربية وإيقاعاتها، إلى جانب عدد من لاعبي الـ"دي جي" وآلات موسيقية إلكيترونية أُخرى.
 
يُشار إلى أنّ احتفاليات موسيقية مشابهة نُظّمت خلال الصيف في بيروت ومناطق أُخرى، إلّا أنها عانت من تشوّش في التنظيم، وعدم قدرة في الانفتاح على جمهور واسع ومتنوّع مثل المهرجانات التقليدية مثل "بعلبك" و"بيت الدين"، فهل يستطيع "المعرض" أن يتجاوز ذلك في نسخته التجريبية والأولى؟

المساهمون