"الفرقة الفنّية لجبهة التحرير الوطني".. وجهٌ ثقافي للثورة الجزائرية

04 نوفمبر 2021
(مصطفى كاتب في صورةٍ أُعيد تلوينُها)
+ الخط -

كثيراً ما يجري التركيز، عند الحديث عن الثورة الجزائرية (1954 - 1962)، على الكفاح المسلَّح الذي استمرَّ سبع سنواتٍ ونصف سقط خلالها ما يزيد عن مليون ونصف مليون شهيد بحسب الأرقام الرسمية.

لكنَّ لثورة التحرير وُجوهاً أُخرى تبدأ مِن الدبلوماسية، وتمرُّ بالصحافة، وصولاً إلى الرياضة والثقافة والفنون. في كانون الأوّل/ ديسمبر 1956، وفي خطوةٍ لإسماع صوت الثورة التي كانت تدخُل عامها الثالث، أطلقت قيادةُ الاتصالات (المخابرات الحربية) "إذاعةَ الجزائر السريّة" من مدينة الناظور المغربية، والتي كانت تُبثُّ على ظهر شاحنة متنقّلة. بعد أقلّ من سنتَين على ذلك، وتحديداً في نيسان/ إبريل 1958، جرى تأسيس "فرقة جبهة التحرير الوطني لكرة القدم" الذي ضمَّ لاعبين جزائريّين كانوا ينتمون إلى فرق فرنسية محترفة، وأسهم في التعريف بالقضيّة الجزائرية عالمياً من خلال خوضه قرابة ثمانين مباراةً في بلدان أفريقية وآسيوية وأوروبية.

قبل ذلك بشهر واحد، أي في آذار/ مارس 1958، جرى تأسيس "الفرقة الفنّية لجبهة التحرير الوطني" في تونس العاصمة، في محاولةٍ أُخرى للاستفادة من الأشكال الثقافية والفنية في التعريف بعدالة القضية الجزائرية، من خلال المشاركة في المهرجانات والتظاهُرات الثقافية الدولية.

بالتزامُن مع الذكرى السابعة والستّين لانطلاق الثورة الجزائرية، افتُتح، أوّل أمس الثلاثاء، في "المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي" معرض فوتوغرافي يستعيد تاريخ "الفرقة الفنّية لجبهة التحرير الوطني" من خلال عرض مجموعةٍ من الصُّور والملصقات التي توثّق لإنتاجات الفرقة وجولاتها في مختلف بلدان العالَم بين سنتَي 1958 و1962.

تحضر في المعرض أربعون صورةً من توقيع مصوّرين جزائريّين وأجانب

يضمُّ المعرض، الذي يتواصل حتى الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، قرابة أربعين صورةً فوتوغرافية بالأبيض والأسود من توقيع مصوّرين جزائريّين وأجانب، تستعرض محطّات من تاريخ الفرقة التي ترأسّها الكاتب والمسرحيُّ مصطفى كاتب (1920 - 1989)، الذي قدَّم رفقة الكاتب والمخرج المسرحي بوعلام رايس وأعضاء الفرقة عدداً من الأعمال المسرحية والغنائية التي تناولت كفاح الجزائريّين وجرائم الفرنسيّين ضدّ الإنسانية.

حمل أوّل عملٍ مسرحي قدّمته الفرقة عنوان "مونسيرا"، وكان ذلك في تونس العاصمة ومُدن مجاورةٍ لها خلال آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر من 1958. بعد ذلك بدأت الفرقة جولاتها خارج تونس، بدايةً من ليبيا ثمّ يوغسلافيا سابقاً، والتي قضت فيها قرابة عشرين يوماً في جولات شملت البوسنة وكرواتيا وصربيا.

ومن العروض المسرحية الأُخرى التي قدّمتها الفرقة في مسارح بعواصم أجنبية: "أبناء القصبة" التي عُرضت لأوّل مرّة عام 1959 في الحدود الجزائرية التونسية، و"الخالدون" (1960) التي عُرضت في تونس والصين، و" نحو النور" (1961) التي عُرضت في الاتحاد السوفييتي، و"دم الأحرار" (1961) التي عُرضت في تونس والمغرب والعراق.

وتُظهر الصور المعروضة الحفاوة التي كانت تُستقبَل بها الفرقة في البلدان المساندة للقضية الجزائرية؛ مثل الصين والاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون