انتقل الجمهور، كثيمة وكمفهوم، من موقع هامشي في التراث النظري والنقدي إلى أحد مراكز الثقل اليوم بفضل تغيّرات سوسيوثقافية عرفها العالم في العقود الأخيرة وتجلّت في انفتاح أفق دراسي واسع محوره الجمهور بتنويعات متعدّدة.
بلاغة الجمهور محور العدد الأخير من المجلّة الأكاديمية "العلامة" التي تصدر من الجزائر، وهو عدد يستعيد ورقات بحثية سبق أن قدّمت في مؤتمر دولي نظمته "جامعة المثنى" في العراق، وتعاون على إنجاز العدد كل من "مخبر اللسانيات النصيَّة وتحليل الخطاب" في "جامعة قاصدي مرباح" الجزائرية، و"كلية التربية الأساسية" في جامعة "المثنى" العراقية.
شارك في العدد باحثون من تسعة بلدان عربية، هي: الجزائر والمغرب ومصر ولبنان والعراق والسعودية والكويت وقطر واليمن، وهو ما يشير إلى أن مفهوم الجمهور قد توطّن في مساحة واسعة من الخارطة البحثية العربية.
يذكر أن بلاغة الجمهور حقل يهدف إلى دراسة العلاقة بين الخطاب والاستجابة التي يقوم بها الجمهور له، وقد بدأت في السنوات الأخيرة تتعدّد الإسهامات ضمنه، وأبرزها مؤلفات الباحث المصري عماد عبد اللطيف الذي شارك في العدد بمقال بعنوان "بلاغة الجمهور والمعارف النقدية: دراسة في خصائص النقد من الفضيلة إلى الاستجابة".
ومن المقالات الأخرى: "تصفيق الجمهور في الخطاب السياسي: دراسة للتصفيق في خطاب تنصيب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون" لـ محمد لمين مقرود، و"اِستراتيجيات المتكلم واستجابة المخاطب البليغة: مقاربة بلاغية لمسامرات أبي حيان التوحيدي" لـ كريم الطيبي، و"جمهور كرة القدم اللبنانية: من الطائفية إلى بلاغة الاحتجاج السياسي" لـ يونس محمد علي زلزلي.