"الذكر الخارق": ألفريد جاري بالعربية

04 نوفمبر 2020
ألفريد جاري
+ الخط -

بقي الكاتب الفرنسي ألفريد جاري (1873 - 1907) شبه مجهول في الثقافة العربية مقارنة بكثير من مجايليه مثل شارل بودلير وإميل زولا وأناتول فرانس. يعود ذلك إلى صعوبة تصنيف أعماله، وأيضاً لتجاوزه لكل المعايير اللغوية في الفرنسية، وهو ما يعقّد عملية نقله إلى لغات أُخرى.

بترجمة أنجزها الشاعر التونسي صلاح بن عياد، صدرت عن منشورات "ترجمان" مؤخراً رواية "الذكر الخارق" لـ جاري، وهو آخر عمل روائي صدر أثناء حياته حيث نُشرت طبعته عام 1902.

بقيت الرواية لسنوات في الهامش مثل مؤلفها، قبل أن يبدأ حياة جديدة في عشرينيات القرن العشرين، خصوصاً منذ 1928 حين كتبت مارغريت إيميري (كانت توقّع كتبها باسم راشيلد) سيرة ألفريد وقد جعلت من كتاب "الذكر الخارق" مستنداً رئيسياً في فهم عوالم الكاتب الفرنسي.

أهم اعتراف حظي به جاري كان من أتباع المدرسة السريالية في تبلوراتها النظرية الأولى، حيث اعتبرت أعماله مثل إشارة مبكّرة لتوجّهات هذا التيار. ولم يقف التفات السرياليين إلى جاري عند الأدباء - وعلى رأسهم مُنظّر الحركة أندريه بروتون - بل كان صاحب "الحب المطلق" مؤثراً أيضاً في التشكيليين بقوة.

الصورة
ألفريد جاري

تواصل الاعتراف في عقود لاحقة، خصوصاً إثر الحرب العالمية الثانية، حيث تتابعت الطبعات الجديدة لأعماله، ومنها "الذكر الخارق" التي ظهرت في طبعة جديدة عام 1945، ولاحقاً في أعوام 1963 و1975 و1979 و1990؛ إذ أخذت موقعاً معترفاً به بين أهم الروايات في بداية القرن العشرين، وتبع ذلك اعتراف نقدي وأكاديمي بأن "الذكر الخارق" نموذج مبكّر للرواية الحديثة.

المساهمون