"أوركسترا قطر الفهارمونية": دوفرجاك في العالم الجديد

06 فبراير 2022
("أوركسترا قطر الفلهارمونية" في حفل سابق)
+ الخط -

في عام 1892، تأسس "المعهد الوطني للموسيقى" في مدينة نيويورك على يد امرأة ثرية تدعى جانيت ثوربر، ليستقبل طلابه من النساء والرجال والسود والبيض، وكان ذلك أمراً غير معتاد في تلك الفترة، واختير المؤلّف الموسيقي التشيكي أنتونين دوفرجاك (1841-1904) مديراً للمعهد.

أراد دوفرجاك آنذاك اكتشاف الموسيقى الأميركية الأفريقية، وكتب في سلسلة من المقالات عن استخدامها كأساس لتطوير الموسيقى في الولايات المتحدة، وهو ما سيجد صدى لدى عدد من الموسيقيين من أصول أفريقية لاحقاً.

تقيم "أوركسترا قطر الفلهارمونية" عند الخامسة من مساء الخميس، السابع عشر من الشهر الجاري، في دار الأوبرا بـ"المؤسسة العامة بالحيّ الثقافي –كتارا" في الدوحة، بعنوان "دفورجاك والعالم الجديد"، ويتضمن الحفل الموسيقي السيمفونية رقم 1 للمؤلّف الموسيقي سيرجي سيرجييفيتش بروكوفيوف بسلم ري الكبير، التي جاء تأليفها كإعادة صياغة حديثة للأنماط الكلاسيكية لهايدن وموزارت، ولا تزال واحدة من أشهر أعماله.

ويشمل الحفل أيضاً السيمفونية رقم 9 بسلم مي الصغير لدفورجاك، المعروفة على نطاق واسع باسم سيمفونية العالم الجديد، وقد أُلِّفَت بينما كان يعيش ويعمل في مدينة نيويورك، ويقود الحفل الموسيقي أندرياس فايزر.

مزج دفورجاك في مقوطوعاته مؤثرات من الموسيقي الشعبية البوهيمية بالأسلوب الكلاسيكي الجرماني، وألّف السيمفونية التاسعة بعد وقت قصير من وصوله إلى أميركا التي مكث فيها ثلاثة أعوام، وعكست الحركة الثانية البطيئة فيها عن مشاعره العميقة بالحنين إلى الوطن وإلى زوجته وأبنائه الستة.

المقطوعة دورية، حيث يكرّر الموّلف التشيكي الحركة الأولى في حركات لاحقة، وتظهر ثيمات الحركة الثانية في الحركة النهائية، والأولى موجودة في الحركة الثالثة، وهكذا دواليك، وتتأثر بألحان الأميركيين الأصليين والأفارقة الأميركيين، وتتجلى فيها أيضاً إيحاءات قوية من الموسيقى التشيكية التقليدية. جاءت هذه السيمفونية تجسيداً لمشاعر دفورجاك في الخارج حيث يمزج فيها بين انبهاره بالعالم الجديد والشوق والحنين إلى وطنه.

بعد نحو ثلاثين عاماً، أضاف طالب سابق لدوفرجاك كلمات تعزز وتكشف عن هذا التوق، وأصبحت المقطوعة تعزف مع أصوات تردد عبارة "أنا ذاهب إلى البيت".
 

المساهمون