"أخي العزيز": ما بقي من عالم الأخوين أمين

23 يونيو 2021
عمل لـ سيف وانلي/ مصر
+ الخط -

يمثّل أدب الرسائل أحد أكثر أشكال الكتابة كشفاً عن كواليس لا تعرف كيف تصلها نصوص أخرى، حيث تحتفظ الرسالة بسياقاتها، كما أنها ترسم خطّ تفكير صاحبها وتضيء شخصيته أكثر من العمل التخييلي أو الفكري.

ضمن هذا الشكل الأدبي، يأتي كتاب "أخي العزيز: مراسلات حسين وجلال أمين"، الذي صدر مؤخّراً عن "دار الكرمة"، وقد جمع مادته وحّررها كمال صلاح أمين. الكتاب هو الجزء الأول من مشروع نشر الرسائل التي ربطت بين الأخوين أمين، ويتوقّف هذا الجزء الأوّل عند الفترة بين 1950 و1960.

تضيء الرسائل التي جمعت نجلي أحمد أمين ما شهدته تلك الفترة من تغيّراتٍ في شخصيّتيهما وتطوّرٍ في أفكارهما. كما تضيء الفترة التاريخية التي جاءت فيها الرسائل وتضمّنت أحداثاً مهمّة في مصر وفي العالم.

كما أن الجزء الأول من رسائلهما يضعنا أمام بلدان متنوّعة، وبالتالي ثقافات كان يحتكّ بهما الشقيقان، حيث تتنوّع مصادر الرسائل المكانية بين مصر وإنكلترا وكندا. ونعرف من هذه الرسائل أن الأخوين أمين لم تتقاطع إقامتهما في القاهرة إلا نادراً، فقد استمرّ تراسلهما، وظلّت خطاباتهما المتبادلة تعبر المحيطات، بكلّ ما تحتويه من مشاعر وأفكار وتساؤلات وحوارات عميقة. 

أخي العزيز

يشير تقديم الكتاب إلى "أن تأثير تلك المرحلة الأولى على أفكارهما ظل ممتدّاً حتى سنواتهما الأخيرة، فلا يمكن لمن يقرأ إنتاجهما الثقافي اللاحق إلّا أن يعود إلى تلك المرحلة من حياتهما، وأن يردّ بذور أفكارهما إليها، وسيكون باستطاعته أن يدرك الظروف التي أدّت إلى نشأة تلك الأفكار، وأن يتتبّع مراحل تطوّرها ونموّها".

وإذا كان جلال أمين (1935-2018) أحد أشهر وجوه الثقافة المصرية في العقود الماضية، فإنّ شقيقه الأصغر، حسين أمين (1932 - 2014)، الذي كان هو الآخر على درجة عالية من الثقافة، لم يكرسّ وقته للتأليف مثل والده وأخيه، وإن كان قد وضع كتاباً حظيَ ببعض التلقّي الملحوظ، وهو "دليل المسلم الحزين إلى مقتضى السلوك في القرن العشرين".

المساهمون