عينا المجرم

10 اغسطس 2017
+ الخط -
ربما إن لم ننظر في عين المجرم مباشرةً،
سننسى.
ربما،
إن لم ننظر في عين الألم،
سنعيش معه.
ربما،

إن لم ننظر في عين الظلم،

سنسامح.

بطريقة وبأعجوبة ما،

إن كففنا أبصارنا،

سيخف عذابنا.

لكن كيف؟

كيف سنمنع عينينا من التوجه إلى قلب المجرم وسؤاله بغبن: "كيف؟"

كيف سنشيح بأنظارنا عن الحزن، إن كان يجلب الألفة إلى كوابيسنا كل ليلة؟

كيف لن نرى الظلم في كل مكان،

إن لم نعرف غيره؟

كيف سنسامح،

وصور الشهداء مازالت توزع البسمات منتهية الصلاحية علينا؟

وروائح عطورهم قنبلة موقوتة في تلافيف ذاكرتنا؟

نحاول جاهدين إيجادها لرميها بعيداً 

وهي متأصلة أكثر من الأمل، فكيف؟

كيف سنسامح؟

من سيفهم أننا نحمل هذا الغضب بين راحات أيدينا المشلولة،

لأن جملة "قُتِل تحت التعذيب" مبنية للمجهول؟

فكيف بحق الجحيم سنقبل تواطؤ اللغة؟

وكيف سنكف عن مراقبة غضبنا يتحول ببطء مخيف من غضب إلى انكسار؟
نحن شعب شاخ فجأة.
حتى أصغرنا بات يعيش في خريف العمر.
علينا أن نسامح لنمضي،
فكيف؟
كيف سنسامح؟
6B144601-1E0C-4B65-BAB6-DE98BF1405BF
سارا هنيدي

مدوّنة سوريّة، وطالبة في الدراسات الشرق أوسطية والدراسات الجندرية. مقيمة في شيكاجو، في الولايات المتحدة الأميركيّة.تقول: "أحد أكبر الحركات الثورية التي تستطيع المرأة القيام بها، هوعدم تبرير نفسها لأي أحد".

مدونات أخرى