مواجهة الفرح

18 مارس 2017
+ الخط -
أقف أمام الفرح باستغراب
أنظر حولي لأتأكد إن كان يمشي نحوي
أنا؟
أبتعدُ عنه خائفة
وعندما يصل
يعتلينا صمت رمادي
أنظر اليه بتمعّن
أمشي بعيني على كل إنشٍ فيه
و بعد ساعات وساعات
أحاول لمسه بإصبعٍ راجف
أحاول تحسسه
إنّه يشبهُ الحزن كثيراً
لكنه مختلف
ولم أعهده قبلاً
يبتسم لي
فأخاف أكثر
وعندما يمضي وقتٌ طويل
تعترينا مسافة ضئيلة 
لا أقوى على قطعها
فأذرف دمعة
دمعتين
ثم أنسكب على نفسي
فإني لا أعرف
لا أعرف
كيف أضحك

-------------
كيف يكون شكل الحزن؟
ولماذا يلحق بنا هكذا؟
كيف يسكن صدري الصغير؟
ولماذا يطلب التحرر من قفصه؟
كيف يكون شكله؟
هل يشبه وجهي؟
هل هو دافئ كالدموع؟
ومالح؟
أم باردٌ ووحيد؟
كيف يكون شكل الحزن؟
هل له لون؟
رائحة؟
ملمس؟
هل هو ناعمٌ كما أحس به بأصابع قلبي؟
أم أنه كلسان هرّة، ناعمٌ وخشن في نفس الوقت؟
هل هو متوارث؟
هل أنا امتدادٌ لحزن أمي؟
جدولٌ متفرقٌ من حزن أبي؟
جديلةٌ وحيدة من حزن أخي؟
كيف يكون شكل الحزن؟
دلالات
6B144601-1E0C-4B65-BAB6-DE98BF1405BF
سارا هنيدي

مدوّنة سوريّة، وطالبة في الدراسات الشرق أوسطية والدراسات الجندرية. مقيمة في شيكاجو، في الولايات المتحدة الأميركيّة.تقول: "أحد أكبر الحركات الثورية التي تستطيع المرأة القيام بها، هوعدم تبرير نفسها لأي أحد".

مدونات أخرى