معارض سوري أصلي أبو طعجة

28 ديسمبر 2016
+ الخط -

استخدمتُ مصطلح (أبو طعجة) في وصف المعارض المقصود من لغة بوابير الكاز أيام زمان. فحينما كنا صغاراً كان أهلونا يرسلوننا لشراء بابور جديد يوصوننا بأن نشتريه من نوع بريموس أبو طعجة، لأنه متين الصناعة، لا يوسخ قفا القدر، ويوفر في استهلاك الكاز، ويوصف بأنه ذو شعلة زرقاء.

صاحبنا المعارض يضاهي في أصالته (البريموس أبو طعجة)؛ فهو، في الأساس، قرر أن يكون معارضاً لنظام الأسد، وكفى الله المؤمنين شر القتال، اليوم تراه خالي البال والأشغال، يقرأ ما ينشر في الصحف، وما يُعرض في الفضائيات ويتعلق بمعارضة نظام الأسد، وحينما يلزم الأمر يخرج عن صمته، ويرد على صاحب الرأي المختلف رداً حاسماً... فإذا تحدث معارضٌ غيره عن ضرورة محاربة المنظمات الإرهابية المتوفرة في سورية ينط ويقول له:


تقصد حزب الله وفاطميون والنجباء والحرس الثوري الإيراني؟ فإذا تجرأ المعارض الآخر وقال: نعم، أقصدهم، وأقصد معهم داعش وفتح الشام و... يرفع من حدة المعارضة الخاصة به، ويقول: ها. فهمت عليك. يعني حضرتك ما عدتَ معادياً للنظام، ولا تريد إسقاط نظام الأسد الطائفي القذر؟

ويا ويل ذلك المعارض الآخر فيما لو قال له: إن الطائفية ليست حكراً على النظام وحزب الله وفاطميون والنجباء والحرس الثوري الإيراني!

بمعارض سوري أصلي أبو طعجة... لا بد أن ننتصر.

أي نعم.

خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...