هل كُنتِ أنتِ؟... حوار بين "هو" و"هي"
- هل حقاً كنتِ هناك؟ ألم يكن شخصاً آخر؟
- كنتُ أنا، أنا التي وقفت هناك أنتظرك، أنتظر حبك الذي غاب منذ فترة طويلة.
- لم أكن أقصد أي شيء، فالقصد فعل متعمد.
- لماذا لم ترد على رسائلي؟
- كنت مشغولاً.
- بفعل ماذا؟
- بالتفكير بك.
- لم أرغمك على التفكير بي.
- أنا الذي أرغمت نفسي على التفكير، لم أستطع التوقف، كان ذلك مرهقاً، وجميلاً الى حد الألم.
- ماذا تعرف أنتَ عن الألم؟
- أعرف الكثير، أنتِ ألمي الوحيد.
- وهل هذا شيء.. جيد؟
- لا أعرف، لا أعرف الجيد بعد الآن، لكنني أعرف أنكِ معي اليوم، وأعتقد أن هذا شيء جيد.
- أنا أعتقد ذلك أيضاً.
- حقاً؟
- حقاً.
- لكن في بعض الأحيان، أحسّ بأننا في قفص ما، أنا وأنت، وحدنا.
- في قفص؟
- نعم، كأننا مسجونان، كأننا وحيدان، أشعر بأنني وحيد معك أحياناً.
- بالرغم من أنني معك؟
- للأسف، نعم، لكنني أشعر بالثقة معك، وهو شعور نادر، هل تشعرين بذلك أيضا؟
- بماذا؟ بالثقة؟
- نعم.
- ليس طيلة الوقت، هناك لحظات شك.
- حقاً؟
- أنظر إلى تقاسيم وجهك، وأبدأ في تحليلك، وهو أمر شاق، وأبدأ في حل أحجيتك، فأدخل نفقاً متعرجاً، لغزاً صعباً، ثم أشك فيك بعد أن لا أجد شيئاً بتاتاً، لا أصل لشيء، فأنت أصعب أحجية ألعبها في حياتي.
- ربما لم تبذلي جهداً كبيراً.
- ربما فعلت، ولكنك أحجية خارقة، ربما أنت الوحيد القادر على حلها.
- حتى أنا لا أعرف حلّ أحجيتي.
- ستستطيع ذلك، وربما يمكنني أنا فعل ذلك أيضاً.
- ربما.
- ربما..