مستشفى ابن الخطيب... جرح العراق النازف الجديد

26 ابريل 2021
+ الخط -

لا تزال أرواح العراقيين أرخص شيء في بلاد مزقتها الحروب؛ وأذاقت المحسوبية والطائفية والفساد أهلها أشد العذاب؛ ودون بصيص أمل بمستقبلٍ مشرق لشعب حالم بوطن حر ومسؤول نزيه دون أن يدركوا أنهم "حالمون واهمون" ليس لكونهم لا يستحقون؛ بل لأن مقاليد السلطة بيد غير أهلها.

قضى سكان العاصمة بغداد ليلة أمس على وقع فاجعة كبرى في مستشفى ابن الخطيب المخصص لعلاج مصابي كورونا الراقدين على أجهزة الإنعاش والأوكسجين، قبل أن يتحولوا إلى جثث متفحمة نتيجة الفساد الإداري والمالي الذي ترك المستشفى دون منظومة إطفاء!

رُبّ سائل يسأل بدل أرواح الشهداء: لماذا ونحن في  2021 والعالم يتسابق إلى المريخ لاستيطانه؛ يحكمنا من لا يخاف اللّه فينا ولا يرحمنا؟ ويؤسفهم أنهم سكان أغنى بقاع العالم!

المفارقة الأدهى أن لا محاسبة لمقصر؛ والاكتفاء بالتنديد وتسابق الاستنكارات سيدة الموقف، لتبقى الاختلاس وهدر الأموال ملفات طي النسيان

هل يعقل أن مستشفى بلا مستشعر للحرائق لتلتهمه النار بمن فيه دون وجود "مطافئ داخلية"؟! ولربما يعقلها الكثير لكن الوزير من حزب أو فصيل سيسحق منتقديه! مع قرب انتخابات مصيرية.

لمن لم يسمع بحريق "ابن الخطيب" فهو ببساطة "قتل 83 مريضا وأصاب أضعاف هذا العدد بحروق خطيرة.

الحرائق والحوادث العرضية واردة الوقوع في أي مكان؛ ولا معترض على الأقدار؛ إلا أن الحرائق في العراق مختلفة رغم تعود العراقيين على تكرارها وتنقلها بين المخازن والمصارف والأسواق؛ في أماكن يصعب التفكير بحرقها!

المفارقة الأدهى أنه لا محاسبة لمقصر؛ والاكتفاء بالتنديد وتسابق الاستنكارات سيدة الموقف، ليبقى الاختلاس وهدر الأموال ملفات طي النسيان.

ولا نستبعد تكرار الحادثة في مستشفى آخر؛ فقد يكون الأمر لتسقيط حزبي المواطن ضريبته وإن كانت حدّ الموت.

دلالات
07D307A2-B830-4C46-8993-BF50EB79F3A1
عبد اللطيف الزيدي

ماجستير إذاعة وتلفزيون، عملت في عدد من القنوات الفضائية والصحف.يقول: لا ترتجي خيرا ممن يعتبر رفع الصوت وسيلة للإقناع.