حادثتان متشابهتان

09 ديسمبر 2016
+ الخط -


الحادثتان اللتان سأرويهما  لحضراتكم حصلتا بوجودي. 
الأولى: في مدينة إدلب، قبل عشرين سنة.


كنا مجموعة من الأصدقاء نرتاد المركز الثقافي، نحضر نشاطاته المتنوعة، ونشارك في الحوارات التي تجري هناك، وأحياناً نستضيف من يأتي من خارج المدينة في بيوتنا، ونوصلهم بسياراتنا إلى مركز انطلاق السيارات المتجهة إلى مختلف المدن السورية.


ذات مرة، أقيمت ندوة حول المرأة، شارك فيها عدد كبير من الباحثين، من الرجال والنساء، وبعض الأطباء المتخصصين، ورجال الدين، إضافة إلى مسؤولي حزب البعث وموظفي الدولة.


تناول المحاضرون والمنتدون والمثقفون قضية المرأة من مختلف جوانبها، وتحدثوا عن ضرورة تحرر المرأة، لأنها نصف المجتمع،... إلى آخره.

ومع انتهاء الوقت المخصص للندوة، وقف أحد الحاضرين، وقال:
إن أفضل عمل يمكن أن تقوم به المرأة أيها السادة هو العمل المنزلي، ألا وهو: الطبيخ والغسيل والشطف وتحفيظ الأولاد، وكل ما عدا ذلك فهو كلام فارغ!.

الثانية: في مدينة إسطنبول، قبل عشرين يوماً. أمضى المجتمعون في إحدى القاعات المخصصة للقاءات السياسية أكثر من ساعتين، أمضوها في هياط ومياط يتحدثون عن أفضل المبادرات السياسية التي من شأنها إيجاد مخرج من المقتلة السورية.

فبعضهم قال بضرورة عقد مؤتمر وطني، وتحدث آخر عن تشكيل تيارات ديمقراطية، وثالث اقترح تشكيل وفود تتوزع بين أوروبا وأميركا، وتجرأ آخر وأبدى رأيه بأنه لا بد من الحوار مع الروس، وانتقدت إحدى السيدات أداء مؤسسات المعارضة السورية، وتقصيرها في إيجاد حل ينجي الناس من هذه المذبحة.


وفي الختام طلب أحدهم الإذن، فقيل له إن الوقت انتهى، فقال راجياً: اسمحوا لي بكلمتين فقط.

قالوا له: تفضل.

قال: صدقوني يا شباب إن شغل السياسة كله علاك بعلاك، إذا كنتم تحبون هذه الأمة ادعوا للمجاهدين بالنصر، وإذا كان أحدكم يمون على المجاهدين اطلبوا منهم أن يعتصموا بحبل الله، وألا يتلفتوا لأية مبادرة سياسية!

أعلى النموذج

أسفل النموذج

 

 

دلالات
خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...