ثلاث جبهات تسند المقاومة في غزّة
ليس هناك شك بأنّ المقاومة الإسلامية في فلسطين قد حقّقت نصراً على العدو الصهيوني، وذلك على مستويين، الأول لحظي آني، والثاني استراتيجي. وهذا ما تمثّل بالهزيمة الميدانية للحشود العسكرية الغربية وآلة التدمير الصهيونية في غزّة على أيدي رجال المقاومة، وكذلك في إحداث مقتلة لا يمكن أن تُنسى في واقع الكيان المؤقّت، والذي لن يستطيع رأب الصدع العميق في جُدُر منظوماته الأمنية، والتي هي عماد بقائه.
أمّا من حيث ما نتج عن المرحلة الأولى لمعركة طوفان الأقصى، فلا بدّ من الوقوف عليه ودراسته وإبرازه، ليتم إنصاف من شارك ويشارك في شرف الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية في جهادهم وثباتهم وصمودهم. وهنا يمكن تسليط الضوء على ثلاث جبهات محورية كان لها الشرف في هذه المشاركة:
الجبهة اليمنية
إنّ هذا العامل التكاملي بين القيادات المختلفة والقوى الشعبية في اليمن، يؤهله لمسك زمام المبادرة تجاه قضايا مركزية مستقبلية تهم الأمّة الإسلامية، وهذا العامل بدأ بكسب الثقة الجماهيرية العربية بعد مشاركة اليمن الواسعة في الحرب ضد الكيان الغاصب، وهذا أدّى بالضرورة إلى مراجعة بعض المغرّر بهم لمواقفهم الطائفية ضد الشعب اليمني لتشويه سمعته.
الجبهة اللبنانية
وفي جانب آخر، فقد كسرت المقاومة في لبنان قواعد الاشتباك المتعارف عليها، وذلك عبر وضع القيادة العسكرية الصهيونية في مأزق إفراغ الشمال الفلسطيني من المستوطنات في تلك المنطقة، ما يعني أنّ يد المقاومة هي الفاعلة هناك، وهذا باعتراف قيادات العدو.
العامل التكاملي بين القيادات السياسية الرسمية في لبنان وبين قيادات المقاومة لا يرقى لأن يكون كما هو عليه في اليمن، وهذا واقع حال نتيجة للتركيبة السكانية في لبنان، ولواقع الحكم الذي فرضه اتفاق الطائف اللبناني، إلا أنّ المقاومة تحظى بتأييد شعبي واسع وثقل برلماني وازن إلى جانب النخب الإعلامية والثقافية التي تقف إلى جانب المقاومة في كلّ خطوة تخطوها في أيّة معركة، لاسيما مثل التي شهدنا فصولها في الأيام الماضية.
الجبهة العراقية
⁃ إنّ التلكؤ الرسمي المتتابع في مسألة إخراج قوات الاحتلال الأجنبية من العراق تحت عناوين متعدّدة تشرعن هذا الوجود الاحتلالي، هو أمر سالب ويمثّل حالة استلاب للغرب وسياساته ويجب التخلّص منها.
⁃ إنّ تلويح الإدارة الأميركية بورقة الاقتصاد هو عجز حكومي متوارث من حكومات سابقة لم تستطع التخلص من تبعاته، ما جعل أغلب الحكومات عاجزة عن اتخاذ موقف سيادي يليق بالعراق تجاه قضايا الأمة.
بكلمة أخرى، يُراد للحلقة العراقية أن تكون رخوة في واقعها السياسي الرسمي نتيجة لعوامل الارتهان الاقتصادي والخوف من تبعاته، وكذلك التبعية السياسية لأغلب قادته، وهذا من شأنه أن يجعل العراق يغيب ويحضر بين فترة وأخرى في الأحداث الكبرى.
و أخيرًا، لا بدّ من الوقوف من أجل الدفاع عن دول المنطقة في حال التعرّض لها ولمصالحها، بما يؤثر على الاقتصاد والمجتمع من أجل تحقيق السلام داخل الشرق الأوسط لما عاشه من ظلم وظلام.