تركيا وعودة ترامب.. تحديات وفرص
يشكّل فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 نقطةً محورية جديدة في العلاقات التركية الأميركية، التي كانت دائمًا معقدة بسبب المصالح المتضاربة بين البلدين. ورغم التوتّرات التاريخية، يحمل هذا التطوّر فرصًا جديدة لتحسين العلاقات، وأيضًا مخاطر استمرار الأزمات.
نظرة متفائلة من الجانب التركي
تتطلّع تركيا إلى عهد ترامب الثاني باعتباره فرصة لمعالجة قضايا عالقة، مثل الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية، والذي تراه أنقرة تهديدًا لأمنها القومي. هناك توقّعات بأن تعمل إدارة ترامب على تقليل هذا الدعم، وهو ما قد يفتح المجال لمحادثات أكثر تعاونًا بشأن إنشاء مناطق آمنة شمال سورية، وهو هدف تسعى إليه تركيا منذ فترة طويلة.
علاوة على ذلك، العلاقات الجيدة التي تربط ترامب بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تساهم في تسهيل النقاش حول قضايا خلافية، مثل العقوبات الأميركية المفروضة بموجب قانون "كاتسا"، والتي كانت نتيجة شراء تركيا أنظمة الدفاع الروسية إس-400.
التحديات المحتملة
رغم التفاؤل، تظلّ التوترات حول قضايا مثل القضية الفلسطينية ودعم إسرائيل مصدر تعقيد. الموقف الأميركي المنحاز إلى إسرائيل قد يخلق صدامات بين الطرفين، خصوصًا مع تأييد تركيا للقضية الفلسطينية وانتقاداتها لإسرائيل.
الموقف الأميركي المنحاز إلى إسرائيل قد يخلق صدامات بين الطرفين، خصوصًا مع تأييد تركيا للقضية الفلسطينية وانتقاداتها لإسرائيل
كما أنّ موقف الكونغرس والبنتاغون قد يحدّ من مرونة ترامب في اتخاذ قرارات تخدم المصالح التركية، ولا سيما في ما يتعلّق بسورية والعقوبات الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، لم تظهر مؤشرات واضحة على تغيير كبير في السياسة الأميركية تجاه منظومة إس-400 الروسية، وهو ملف حسّاس.
الحرب الروسية الأوكرانية فرصةً للتقارب أيضًا
أثبتت تركيا قدرتها على لعب دور الوسيط في النزاعات الدولية، وهو ما لقي استحسانًا من إدارة ترامب السابقة. واستمرار هذا النهج في الوساطة قد يعزّز التعاون بين أنقرة وواشنطن في عهد ترامب الثاني، خاصّة مع دعمه المُحتمل لمساعي إحلال السلام في أوكرانيا.
العلاقات التركية الأميركية في عهد ترامب الثاني قد تشهد ديناميكية مختلفة تعتمد على مزيجٍ من البراغماتية السياسية والتعاون المحدود في الملفات المشتركة. ومع ذلك، تبقى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات التاريخية عاملًا حاسمًا في تحديد مسار هذه العلاقة.