يعيش الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية حالةً من الاختلال في التوازن النفسي والصحي، إذ يمارس المحتل ضدّهم كلّ أشكال القمع والتجويع سعياً لكسر كراماتهم.
هناك من لم يستطع النجاة بجسده، وهناك من لم يستطع مشاركة عائلته أجواء العيد التي لم تَعُد حاضرة، وهناك من لم يعُد على قيد المعاناة أساسا في قطاع غزّة الصامد.
رغم إحاطة الجوع بجميع أطراف غزّة، فإنّ هناك مقاومة للبقاء على قيد الحياة، وإبراز السيطرة الفلسطينية للغزي على جسده باختياره الصيام قبل رمضان وبعده ربما.
شتّان ما بين حياة الشعب الفلسطيني في ظل الحصار والسجن المغلق الذي تم الاعتياد عليه، وما بين هذه اللا حياة، حيث بات الغزِّي ينتظر هطول المساعدات من السماء
نعيش لحظاتنا المتضاربة كما لم نعشها في أيِّ حرب مضت، فلا نستطيع القول بأنّنا لم نعايش هذه الأحداث في النّكبة، وليس لدينا سوى الجزم بأنّها تعدّت شدّة النكبة
بات الوجود الفِلسطيني مؤدلجاً بأفكار باتت جزءاً لا يتجزأ من الكينونة الفلسطينية، بما فيها مِن عبارات راسخة تُلصق بأهل غزّة وتكاد تكون أصلاً مِن أصول الهويّة.