أهمية هذا الكتاب في جُرأتِه على خوض تلك المحاولة شبه المستحيلة وفي طموحه لتعريف فن كمال بُلّاطه وإعطائه مكانته التي يستحقها، وهو يأتي بذلك مثل بورتريه مؤثرة وضرورية لفنان عربي من القرن العشرين عابر للحدود والأزمان والثقافات.
أوّل ما يلفتُ النظر في نصوص الكتاب هو المدى المدهش لاطلاع بُلّاطه على كتابات عصره وسائر العصور، حيث تمتد مراجعه الفكرية من أعمال ابن الهيثم ومنظري الفنون الإسلامية الوسيطة إلى تاريخ الفن الأوروبي التقليدي وصولاً إلى دولوز والفلسفة التحليلية.