كنت أشاهد الزير سالم ينظّف قبر أخيه كليب في المسلسل الشهير فلا يحرّك بي المشهد ساكناً ولا يُسكّن مُتحرّكاً، لكنني بعد رحيل أمّي صرت أستوعب هذا التصرّف جيداً: لعله جُلّ ما يستطيعه العاجز، وأبلغ ما يبذله المشتاق، أو لعلها لوثة الفراق!
حتى حين، نجحت السلطات الأردنية في "لمّ الطابق"، ووأد الإضرابات التي نفذها سائقو الشاحنات، ثم انضمّ إليها أصحاب سيارات أجرة وحافلات عمومية، وامتدت الإضرابات لتشمل عدداً من المحال التجارية التي أغلقت أبوابها تضامناً مع احتجاج سائقي الشاحنات.
كثيرة هي مواقف اللاعب المصري محمد أبو تريكة، بدءاً من مناصرته القضية الفلسطينية إلى دفاعه عن النبي الكريم، فمواقفه من الغرب خلال مونديال كأس العالم في قطر... لكن يبقى أجمل ما في "عم الناس" كما يلقبه المصريون أنه يكاد يخجل من خياله.
قبل الثورات العربية كان علينا أن نهتف رغماً عن أنوفنا "الرئيس حبيب الشعب"، وبعد أن جاء الربيع وفهمت الشعوب أنّها مصدر السلطات، تغيّر الهتاف تماماً، وصار من حقنا أن نهتف بكلّ حرية: "الشعب يحب الرئيس"!.
أما في الأردن (بلد مُحدثكم) فالأمور ممتازة للغاية، لأنّ أي انتقاد سيكلفني أن أكتب لكم المقالة القادمة من السجن، فالديمقراطية في وطني وفي الوطن العربي عموماً تعني: أنا أفكر، إذن أنا محبوس..
"اصحى يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرا إن حييت الشهر صايم والفجر قايم ".. بهذه الكلمات المأخوذة من الأغنية ذائعة الصيت للراحل سيد مكاوي، كان صوت المسحراتي يجوب الأحياء، آنذاك كان منبهنا الوحيد حين كنا ننام فعلاً ونستيقظ للسحور..