مدى الفاتح

طرحت بريطانيا مشروع قرار للتصويت في مجلس الأمن لوقف "الأعمال العدائية" و"حماية المدنيين"، لكن هذا لم ينجح في خداع الشعب السوداني الذي بات يعرف آلاعيب الدول.

"معضلة بيللو" تخبرنا أن هؤلاء المنشقّين لا يرون في تمرّدهم أو تخابرهم مع أعداء الدولة خيانةً، فالدولة ومؤسّساتها بالنسبة إليهم مُجرَّد كيان هلامي.

اعتبر بعضهم التجمّع الغاضب، الذي فوجئ به أعضاء "تقدّم"، وهو يحاصر قاعات مناشطهم، فعلاً بلا معنى، لكنه، في الحقيقة، فعل ينطوي على رسائل كثيرة.

العملية، التي ثبت ضلوع حزب العمال الكردستاني فيها، لا تزال تشغل الرأي العام، فيما تستمرّ الداخلية التركية في تنفيذ حملة اعتقالات ضدّ أفراد منتمين للحزب.

مارس "الجنجويد" في السودان الذين حرصت قياداتهم على مظهر يجمع بين الزيّ العسكري وغطاء الرأس التقليدي "الكدمول" تضليلاً منذ البداية، بتبنّيهم سرديةَ أبناء الهامش.

يبدو كل شيء معكوساً في القصة الفلسطينية. يتحوّل الاحتلال دولةً تحظى بالدعم، فيما تبقى فلسطين مجرّد كيان شبه سياسي منزوع الإرادة ولاهث وراء الاعتراف به.

يبدو أنّ تفجيرات "البيجر" فجّرت معها كلّ شيء، بما في ذلك قواعد الاشتباك، بما يجعل المنطقة تدخل مرحلةً جديدة غير معهودة من الفوضى الأمنية.

شكّلت حرب السودان، مع وعود السرقة الآمنة والإفلات من العقاب، فرصةً للغنى السريع لكثيرين من المجرمين الدوليين، الذين قدموا بحثاً عن الغنائم.

على الرغم من كلّ الألم والحروب يجد السودانيون الوقت للرقص، رغبة منهم في تحدّي الواقع والظروف، وفي استعادة مظاهر الحياة التي سُرقت من الناس على حين غفلة.

خروج فرنسا المُذلَّ من مستعمراتها السابقة في أفريقيا، والقطيعة، التي تعيشها حالياً مع عدد كبير من بلدان القارّة، هو إحدى نتائج معاداة روسيا.