بدأت تعود إلى ذاكرتي تفاصيل دقيقة، لا معنى لها، كاعوجاج ما كان موجودا في درج بيتنا يحتاج ترميما، وآخر له أثر لطيف يترك ابتسامة خفيفة كطلة ساعي البريد، وهي أول المهن التي رشحني لها العشاق في الحيّ وأحبها إلى قلبي.
يقول الفيلسوف الهندي، غوتاما بوذا: "لا تؤمن بكلام معلمك، لأنك فقط تحترم هذا المعلم، لا تؤمن بأي فكرة إلا بعد الفحص والتحليل"، فهل تعمل المدارس العربية بهذا المبدأ؟ وهل يعطى أصلا لطلابها حرية الإيمان بالفكرة؟
كان لزاما علينا، نحن الفلسطينيين، أن نعتاد جفاء أخوتنا في العروبة، أن نصبر على حجج واهية بأنّ الشعوب عاجزة عن فعل شيء حيال نكباتنا المستمرة، وأنّ الجيوش العربية ستزحف يوماً لتحرّرنا وتصحّح مسارها.