تحول المجلس الانتقالي في اليمن إلى شريك في الحكم، وتمّ القفز من شقّ الترتيبات العسكرية والأمنية إلى الشق السياسي، وفوق هذا يتهم المجلس الرئيس عبد ربه منصور هادي "بالانقلاب".
لن تتوقف حرب اليمن، إلا في حال رفضت الأطراف المحلية أن تستخدم كوقودٍ لمعركة إقليمية، وإذا فكّرت في وضع 30 مليون نسمة، تتربص بهم المجاعة، رغم أن كافة المؤشرات تؤكد أن الجميع يمضي في مستنقع الحرب.
استطاعت جماعة الحوثيين أن تحوّل صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها، إلى مدن فاضلة، ومن شدة حماسها في ترسيخ دولة النظام والقانون ونشر الأمان في أرجاء محافظات الشمال اليمني، قامت بتطوير عقوبة السارق إلى القتل، بدلاً من قطع اليد.
بعد 7 أشهر من حكومة منفية في الخارج، و5 أشهر من حكومة تصريف أعمال، سيدخل اليمن 2021 بحكومة جديدة، رحّب بها العالم، وأعلنت شريحة واسعة من النساء اليمنيات عدم الاعتراف بشرعيتها بعد إقصاء المرأة منها.
إذا صدقت السعودية في وعدها الجديد بتشكيل الحكومة اليمنية نهاية هذا الأسبوع، وذلك بعد نحو 5 أشهر من المشاورات، فلا شيء يبعث على التفاؤل حتى الآن بعد مشاهدة خلطة واسعة من التشكيلات المسربة لقائمة معين عبد الملك والـ24 وزيراً.
إذا قكرنا بإجراء جردة للجهود الأممية في الأزمة اليمنية خلال العام 2020، لن نعثر على بصمات حقيقية، حتى أن الإنجاز اليتيم المتمثل بالإفراج عن 1065 أسيراً ومعتقلاً، يدين كثيرون بالفضل فيه للجنة الدولية للصليب الأحمر.
تعلن أطراف النزاع اليمني أنها حريصة على دعم الجهود الأممية في إنجاح خريطة الحل السياسي الشامل وإنهاء الحرب لما فيه مصلحة الشعب، لكن الواقع المؤسف هو أن الجميع قد اتفقوا على عملية تجويع شاملة للشعب اليمني.
من شأن خطوة إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية، أن يؤدي إلى تعقيد الأزمة في اليمن، وفقاً لمراقبين، ويدفع الجماعة أكثر نحو توثيق التفاهم مع الحرس الثوري الإيراني.
هل تحتاج الإدارة الأميركية لإدراج الحوثيين في لائحة المنظمات الإرهابية؟ أم أنّ الجماعة التي أشعلت حرباً وتسبّبت بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، هي مصنّفة بالفعل، ولا تنقصها سوى المنافسة في القائمة القصيرة ضمن جماعات "الماسترز"؟
لا يحدث أن تطوي أي دولة اتفاقية سلام عاماً كاملاً من دون تنفيذها، سوى في اليمن. البلد توقف فيه نظام "جي بي أس" الحل، وبات يعيش منذ سنوات في نصف حرب ونصف سلام.