منذ عصور إسبانيا العربية بل وقبل ذلك، كان للحضارة العربية وجودٌ مؤسس في الثقافة الهسبانية. ندين لها بـ"طريقة عيش"، وبمفهوم العالم... علينا أن نعترف بحقيقة أن العرب هم من حضَّر إسبانيا عبر ثمانية قرون. وأنهم بالتالي من حضَّر أميركا اللاتينية.
كنت أصعد الأدراج عصر يومٍ قائظ في سوق بـ"مناغوا"، حين تحدَّث أحدهم معي دون أن أفهم كلماته. اسمه عبد الله؛ أسمر طويل وعريض الكتفين، عيناه سوداوان وغائرتان. رأيتُ جواز سفره المنقوش بخط ذهبي، وخطر لي أنها كتابة هيروغليفية.
ليست القراءة سوى تجربة حتى لو كانت قراءة الكتاب ذاته... وعلى ذكر الترجمات التي طالما شغلت بال المؤرخين والكتاب والمترجمين والنقاد والقراء والفضوليين، فمن المرجح أن يكون مؤلف دون كيخوته هو العربي سيدي حامد بن الجيلي.