بأسلوب شفاف متحرّر من إكراهات الصياغة الأكاديميّة الجافّة المتعالمة وضع الكاتب الفرنسي المتخصّص في الأديان المقارنة روني غيتان قاموسا امتدّ على ثمانمئة صفحة لكي يعلن عشقه للشرق وعوالمه الساحرة
في الثلاثين من عمره، صارت فرنسا في عيني هنري دومونفراد سجناً كبيراً وعنوان خيبة وإخفاق، ولم يكن أمامه سوى إعلان القطيعة معها ومع ذاته وماضيه القريب، فامتطى أوّل سفينة متّجهة إلى القرن الأفريقيّ 1911
منذ الصفحات الأولى للكتاب تتضح لنا غايات دوبري ومقاصده، فهو يضع بين يدي القارئ شذرات ممّا يمكن أن نعتبره سيرته الذاتية في بُـعْـدٍ واحد من أبعادها لا غير
منذ أواسط القرن الثامن عشر تنامت النوازع الاستشراقيّة بشكل ملحوظ وتزايد الاهتمام الغربيّ بالشرق في ما يشبه الحمّى، التي انتابت قطاعات واسعة من الأوروبيّين الذين صاروا مفتونين بكل ما هو شرقيّ
ألقى الكاتب حجراً ضخماً في بركة الحياة وعلى سطح المفاهيم النقديّة الراكدة، ممّا اضطرّه إلى المثول أمام القضاء الفرنسي بتهمة غير مسبوقة، لعلّ أغرب ما فيها أنّ من رفعها ضدّه ليس إلاّ شخصيّة من شخصيّات روايته!
كانت "ألف ليلة وليلة" محظوظة حقّا عندما أُهمِلت وتُـركت على الهامش بعيداً عن أشكال الرعاية القاتلة، فبقاؤها في منطقة الظلّ أتاح لها أن تكتسب مناعة ذاتيّة، وأن تُحافظ على قدر كبير من الحريّة والعفويّة
ما الذي نعنيه بالثقافة اللامادية؟ ولماذا نحتاجُ اليومَ في وطننا العربيّ إلى التركيز عليها والاهتمام بها؟ إنّها القصص والخرافات التي كنّا نسمعها من أفواه جدّاتنا وأمهاتنا فانطبعت فينا، وصاغت خيالاتنا وهواجسنا، وسترافقنا في لاوعينا إلى أن نموت.
من خلال نقاشات ما بعد العروض يتعلّم الحاضرون ويستفيدون ويطوّرون تجاربهم. كان هنالك في خاتمة عروض المهرجانات من يقول: "والبقيّة تأتي...". وها نحن اليوم ننتقل من مهرجان إلى مهرجان ومن تظاهرة إلى تظاهرة، في انتظار بقيّة يبدو أنها لن تأتي.