أساس العمل الإنساني كما أي نشاط آخر هو المال؛ فهو المحرك لكل مشروع ولكل نشاط، والمال عادة في غالب الأمر لا يكون مجرداً، ولكنه يحمل ثقافات وقيم وشروط الممول وتوجهاته، ويختلف ذلك حسب خلفية الممول وهدفه من دفع المال.
يخال للكثيرين أن النموذج الإداري للعمل الخيري والإنساني هو ذات النموذج الإداري للعمل التجاري مع إغفال جزئية الربح، بل وفي كثير من الأحيان مع الحفاظ عليها ولكن بنسبة أقل، وذلك هو السبب وراء كثير من الإخفاقات التي تواجهها.
(لدي حلم) حين قالها مارتن لوثر كينغ في خطابه الشهير قبل ما يزيد على خمسين سنة كان يتكلم عن واقع مأمول يحلم به ويتمنى أن يلقاه، فعاش لأجله وخلد العالم خطبته التي ما زالت محفورة على جنبات التاريخ الإنساني.
في العمل التجاري أن تستولي شركة واحدة على السوق فذلك يعني أنها ستعظم من ربحها، وتزيد من كسبها، ولكن العمل الإنساني على النقيض تماماً، فالمؤسسة الواحدة لا يمكن أن تستمر مقابل طوفان من المحتاجين.