كان الموقف الرسمي العراقي في التعامل مع الحرائق غريباً، لم تتّخذ أي خطوات فاعلة لإيقافها، وهي التي استمرت أكثر من أربعة أيام، وقضت على كل المحاصيل في الأراضي التي وصلت إليها.
هل رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي جاد في محاربة الفساد، أم أنّها مجرد زوبعة إعلاميّة، أو أسلوب جديد للضغط على الكتل السياسيّة، لتمرير ما تبقى من حكومته الهزيلة، والتي لا تختلف عن سابقاتها؟
وقع العمل السياسي في العراق، في مجمله، تحت وطأة الفعل ورد الفعل، أو في ساحة السياسات التوافقية القائمة على مصالح المشاركين في اللعبة السياسية، وليس على منفعة المواطن، أو في ميدان الاتفاقات الجانبية القائمة على المصالح الضيقة.
المؤامرات المستمرة ضد العراقيين دقيقة ومحبوكة بعناية وفكر كبيريْن، وربما صرنا نسمع أصواتاً شاذة مؤيدة لهذه التوجهات هنا، أو هناك، لأن مصالحها تتواءم مع الأوضاع الشاذة، والأمن الهش.
من أبرز صور هشاشة الدولة العراقية تفكك المؤسسة الأمنية والعسكرية، وهذا ما نلمسه في الواقع الأمني المنهار، نتيجة عدم مهنية الأجهزة الأمنية وعدم حياديتها.
استمرار الصور المرعبة، من حيث الفساد والفلتان الأمني، حتماً ستؤدي لتدمير روحية المواطنة، قبل تدمير البلاد، فهل من منقذ لبلاد الرافدين من هذا المستنقع المتلاطم الأمواج؟