83 % من الطلاب الموفدين لا يعودون إلى سورية

13 ابريل 2017
يرفضون فكرة العودة (Getty/ الأناضول)
+ الخط -
يُحجم الموفدون من الجامعات السورية إلى مختلف دول العالم، بموجب برامج التبادل الثقافي بين الدول، عن العودة إلى سورية مع انتهاء مدة إيفادهم، ويفضلون البقاء في الدولة التي أوفدوا إليها أو الانتقال منها إلى دولة أخرى، مخالفين بذلك شروط عقد الإيفاد الذي وقعوه مع وزارة التعليم العالي في حكومة النظام، والتي تشترط عليهم العودة للعمل لسنوات محددة من المؤسسة أو الجامعة التي أوفدوا منها، مقابل تمويل كامل فترة الإيفاد.

ووفقاً لتصريح معاون وزير التعليم العالي في حكومة النظام لإحدى الصحف المحلية، فإن نسبة الموفدين الذين حصلوا على الشهادة والمؤهل العلمي في الخارج ولم يعودوا إلى القطر، وصلت إلى 83 في المائة.

وتعد الحرب الدائرة في البلاد السبب الرئيسي لعدم عودة الموفدين السوريين إلى بلادهم، بالرغم مما يترتب عليهم من أعباء مادية كبيرة نتيجة هذا القرار، إذ تقوم الحكومة السورية بالحجز على كامل ممتلكاتهم وممتلكات من كفلهم والتي تعادل ضعف المبلغ الذي تم منحه للطالب خلال فترة الإيفاد على الأقل.

هذا ما حدث مع حسام، وهو موفد سوري حصل على شهادة الدكتوراه في فرنسا العام الماضي، وقام بعدها بتقديم طلب لجوء في البلاد للحصول على حق الإقامة فيها، وبذلك أغلق آخر طريق للعودة إلى وطنه، يروي حسام: "قاموا بالحجز على أرضنا التي كفلني والدي بها، قيمتها تعادل ثلاثة أضعاف ما حصلت عليه خلال هذه الفترة تقريباً، وهي كل ما يملكه والدي، حين اتخذت القرار بالبقاء هنا، قال لي أبي أفضّل أن أخسر الأرض على أن تعود وأخسرك، ابق هناك في أمان وابنِ مستقبلك".


ويضيف "حين خرجت من سورية، لم أفكر يوماً أني لن أعود، فقد كان حلمي أن أدرس في الجامعات السورية وحلم والدي، لكن اليوم تغيّر كل شيء، لا شيء يشجع على العودة، أولاً لأنني سأقاد إلى الخدمة العسكرية مع جيش النظام، ولا يحق لي أن أدفع بدلاً مالياً كباقي المغتربين، هل يعقل أن أعود لقتل الشباب بدل أن أدرّسهم!".

أما رجاء، وهي أيضاً مهندسة سورية حاصلة على شهادة الدكتوراه في ألمانيا، فتقول "لقد تزوجت وأنجبت طفلاً هنا، وحصلت على فرصة عمل ممتازة، قامت الدولة بالحجز على الرهن وهو بناء لأبي في ريف دمشق، أهلي نزحوا منه منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى لبنان، وتعرّض فيما بعد للقصف على يد طائرات النظام، فهنيئاً لهم به".

وتتساءل "لماذا أعود؟ لأتوظف براتب 40 ألف ليرة لا تكفيني إيجار غرفة في دمشق. للأسف الوظيفة المنتظرة لا تعطينا حقنا. أيضاً أريد لطفلي أن يعيش هنا في بلد تضمن له حقوقه وتساويه مع مواطنيها، وهو ما يغيب في بلدنا للأسف، أذكر جيداً حين حصلت على الإيفاد، كنت الأولى على دفعتي وكان من المفترض أن يحصل اثنان آخران من زملائي على حق الإيفاد، لكني الوحيدة التي حصلت عليه، ومنحت الفرصتين المتبقيتين لابني مسؤولين تخرّجا من جامعة أخرى، التقيت هنا بالكثير من الموفدين السوريين، النسبة الكبرى منهم من أصحاب الواسطات ابن العقيد وابن عم الضابط، حتى هؤلاء ورغم ولائهم الكبير للنظام لا يعودون إلى حضنه".

يذكر أن إيفادات السوريين تحولت منذ عام 2011، مع بداية الثورة السورية، إلى كل من إيران وروسيا والهند والعديد من الدول الآسيوية، وذلك عقب تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الحكومة السورية والحكومات الأوروبية، وهو ما يضطر العديد من الموفدين إلى هذه الدول للعودة إلى سورية، كونها لا تعطيهم حق الإقامة فيها كما يحدث في الدول الأوروبية، وهو أيضاً ما يدفع بآخرين إلى الانطلاق برحلة لجوء منها إلى إحدى الدول الأوروبية.