70 يوماً يخافها الإنسان

15 سبتمبر 2015
ينتظرون عيد الأضحى (Getty)
+ الخط -
ما بين العيدين يراها بعض الناس أياماً نحسة حسب تعبيرهم، ويخافون منها ويخشون أن يقوموا بأي عمل هام في حياتهم خلالها أو الإقدام على خطوة انتقالية مثل السفر أو الزواج أو عقد الصفقات.

فترة السبعين يوماً هذه؛ والتي تبدأ من أول شوال وتمتد لشهر ذي القعدة ثم العشر الأوائل من ذي الحجة، ظل الناس يخافونها ويخشونها على مر السنين، رغم أن الأمر لا يزيد عن خرافة، وقد نهى الإسلام فعلاً عن التشاؤم والتطير ولأن الأيام كلها هي أيام الله.

بعد انتهاء شهر رمضان تتعثر حركة البيع في المحلات التجارية، وتقل الحجوزات في صالات الأفراح، وتعاني محلات الكوافير من الكساد وقلة الزحام؛ وذلك لأن معظم الناس ما زالوا يعتقدون أن الزواج الذي يتم في الفترة الزمنية الممتدة بين العيدين يمنى بالفشل، ولا يكون زواجا معمرا مدى الحياة كما يتمنون ويرغبون.


الجيل الجديد حاول الثورة على هذا المعتقد، ولكن الكبار من الجدات والأجداد يعربون عن تخوفهم من إتمام زواج حفيدة مدللة في هذه الفترة، بل يردون الخاطب إن سعى إلى بيتها حتى تمر هذه الأيام، ويفضلون أن يكون الزواج قبلها أو بعدها.

الصفقات التجارية الهامة لا يعقدها الكبار من الأثرياء وأصحاب المال بناء على نصيحة آبائهم وأمهاتهم؛ لأنهم حتما سيخسرون أموالهم؛ ففي هذه الأيام يجب أن يسير العمل على وتيرة ضيقة وبطيئة.

وإمعاناً في تأكيد خوفهم وشؤمهم من هذه الأيام، تؤكد الجدات أيضا أن المولودة الأنثى حين تولد فهي تبقي على يديها مفتوحتين ولمدة سبعين يوماً؛ وهي بذلك تدعو الله أن يرزق والدها ويوسع في رزقه الضيق لأنها جاءت بنتا، ولن تستطيع العمل ومساعدته، وخصوصا في السبعين يوما هذه التي يضيق فيها الرزق، وهي لا تملك له إلا الدعاء، في حين ترى الجدات أن المولود الذكر يأتي مغمض ومقفل اليدين، ويشد بقبضته على راحتيه بمعنى أنه سيكون حريصا في حياته، وسيقبض على خير والده حتى تمر هذه الأيام السبعون على خير دون فاقة ولا حاجة.

الحقيقة بالنسبة لهذه الأيام بأنها أيام مباركة، وأن ما يفعله الناس هو من فعل الجاهلية الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد تزوج بالسيدة عائشة في شهر شوال، وكان ينصح المسلمين بأن يتزوجوا في هذا الشهر، بل كانت السيدة عائشة تستحب أن تدخل نساءها في هذا الشهر، وتدلل على ذلك بأنها كانت من أحب نساء الرسول إليه، وليس كما تدعي النسوة عن كراهة الزوجة التي يدخل بها زوجها في هذا الشهر أو بين العيدين فقد كانت المحظية لديه فعلا، والذي حرم الإسلام عليه الزواج أو العقد في هذه الأيام هو من كان محرما في حج أو عمرة فقط.

الخروج من بوتقة الشؤم يحتاج إلى الكثير من الجهد؛ لأننا ما زلنا نركض خلف الأوهام ونعطل حياتنا بسبب البدع، فقد التقتني صديقة وقالت في حسرة: تخيلي بعد طول انتظار تقدم عريس لابنتي، ولكن في هذه الأيام؛ ولذلك رفضناه رفضا قاطعا، هذه الأيام مشؤومة ولا نريد لها الطلاق.

أقرأ ايضاً:حكواتي: كنتُ في صلاة
المساهمون