وأكّد عضو بتنسيقيات محافظة البصرة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاحتجاجات تجددت، منذ الساعات الأولى لصباح الأربعاء، في بلدة الزبير غربي المحافظة"، مبيناً أنّ "المتظاهرين تجمعوا في محيط بناية الحكومة المحلية في البلدة، وقطعوا جميع الطرق المؤدية إليها".
وتابع أنّ "المشاركين طالبوا بتسليم القوة التي اعتدت على المتظاهرين الليلة الماضية للقضاء، وتوفير الخدمات للزبير، وبقية مناطق البصرة"، موضحاً أن "التظاهرة أحيطت بإجراءات أمنية مكثفة".
وتابع "كما شهدت بلدة الهوير شمال البصرة تظاهرة مماثلة رافضة لاعتداءات القوات العراقية على المحتجين"، مشيراً إلى "قيام متظاهرين بإضرام النار في مقر تيار الحكمة ببلدة الهوير فجر اليوم".
يأتي ذلك في وقت وصلت فيه تعزيزات عسكرية كبيرة إلى البصرة، فيما استنفرت القوات الأمنية تشكيلاتها، وفرضت إجراءات مشدّدة لضبط الأمن.
وقال قائد شرطة البصرة، اللواء جاسم السعدي، خلال تصريح صحافي، إن قواته اتخذت الإجراءات اللازمة للحد من تطور الاحتجاجات، مبيناً أنه "أمر بغلق منافذ البصرة الخارجية بعدم السماح بدخول أو خروج أحد".
بدوره، عبر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن غضبه من قيام من وصفهم بـ "المدسوسين" في القوات العراقية بالتعدي على متظاهري البصرة.
وكتب في تغريدة على "تويتر"، "ينتابنا الحزن ونحن نرى المأساة في بصرتنا المظلومة، وما أثار غضبي هو التعدي بغير حق من قبل بعض المدسوسين في القوات الأمنية على المتظاهرين العزل الذين لا يريدون إلا لقمة العيش بكرامة"، مشدداً على ضرورة تظافر الجهود من أجل "انتشال البصرة من أفكاك الفساد والطائفية والمليشيات".
Twitter Post
|
من جهته، دعا الرئيس فؤاد معصوم، في بيان، القوات العراقية للتحقيق العاجل في حادثة سقوط ضحايا بين المتظاهرين في البصرة، مطالباً بحماية أمن المواطنين، وضمان حق المتظاهرين بالتعبير السلمي.
وأشار إلى أنه يبذل جهوداً لاتخاذ إجراءات سريعة وواقعية وفورية لمعالجة أزمة البصرة، وتلبية المطالب المشروعة للمحافظة.
وأضاف "نتابع باهتمام بالغ، وأولاً بأول تطور الأوضاع الراهنة في محافظة البصرة"، معبراً عن أسفه من سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين الذين اندفع بعضهم باتجاه إضرام النار في بعض المواقع والممتلكات الحكومية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف بدر، إن صدامات الليلة الماضية بين القوات العراقية والمتظاهرين، أسفرت عن مقتل خمسة متظاهرين، وإصابة 68 آخرين بينهم عناصر أمن.
وبين أنّ "الوزارة على تواصل مستمر مع الدوائر الصحية في البصرة من أجل توفير المواد الطبية اللازمة"، إلا أن مصادر طبية أكدت ارتفاع العدد إلى ستة قتلى بعد وفاة متظاهر متأثراً بإصابات بليغة في الرأس.